بقلم رئيس التحرير أحمد حمادة:
هي ذكرى متجددة لأهلنا الجولانيين وهم ينتفضون ضد الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه، وضد إجراءاته القسرية، وتهويده للقرى السورية، وضد استيطانه للأراضي ونهبه للآثار والمحاصيل وحتى الهواء، فـ “توربيناته” شاهد على سرقة حتى هواء الجولان بعد مائه.
ففي كانون الأول عام 1981 قرر “الكنيست الإسرائيلي” ضم الجولان إلى الكيان الغاصب وفرض قوانينه وولايته عليه، وقد حذرت سورية منذ اللحظة الأولى لصدور القرار إياه من خطورته على أمن المنطقة واستقرارها، مطالبة الأمم المتحدة بالتدخل ورفض القرار وإدانته وإجبار المحتلين على الرجوع عنه تنفيذاً لميثاق الأمم المتحدة وقراراتها.
ولم تدخر سورية ولا أهلنا في الجولان جهداً من أجل الدفاع عن الأرض والهوية إلا وقد بذل، فأهلنا الصامدون فيه متشبثون بكل حبة تراب في أرضه، وقاموا بانتفاضتهم ضد توسيع المستوطنات والاستيلاء على أراضيهم، وثاروا على خطة تركيب “توربينات” في قراهم ومزارعهم، مصرين على إزالة تلك المراوح وتفكيك المستوطنات، فالجولان بحكم منطق التاريخ والجغرافيا والحق، وبحكم قرارات الشرعية الدولية، والأهم من هذا وذاك بحكم إرادة السوريين القوية وعزيمتهم، هو أرض سورية، ولا شيء غير ذلك.
أما حكام الكيان الغاصب فلم يدركوا بعد أن تصريحاتهم بخصوص سيادتهم المزعومة على الجولان وزيادة عدد مستوطنيهم الغزاة في أرضه، لا تساوي الحبر الذي تكتب فيه، و”توربيناتهم” ومراوح مستوطناتهم لن تستمر بالدوران، لأنها أساساً مستوطنات غير شرعية، وسيتم تفكيكها وترحيل المستوطنين منها مهما طال الزمن وعظمت التضحيات.
انتفاضة أهلنا المستمرة على مدى سنوات هي رسالة لإدارات أمريكا وتصريحات مسؤوليها وقراراتهم المزعومة حول “السيادة الإسرائيلية” على الجولان بأنها بلا معنى في قواميس السوريين لأن الجولان أرض سورية محتلة، وأن الحق الوحيد هو للسوريين وحدهم، فهم أصحاب الأرض والحق والسيادة.
صحيفة “الثورة” تتابع في ملفها السياسي اليوم قرارات الكيان المحتل حول ضم الجولان وانتفاضة أهلنا ضده، وصمت المؤسسات الدولية المعنية، وفي مقدمتها الأمم المتحدة، وعدم طلبها من المحتلين وقف مشاريعهم الاحتلالية، وتلتقي عدداً من الباحثين ليسلطوا الضوء على ذاك القرار الباطل وتلك الانتفاضة المجيدة.