الثورة – آنا عزيز الخضر:
مفارقات كثيرة، وحالات متناقضة تتلاطم حينا مع الحزن، وحينا آخر مع الفرح، الذي يبتعد بمجرد الاقتراب منه، على الرغم من الشغف بالوصول إليه، ليبقى في ساحة الأمل المنتظر والأحلام.. هذه الأجواء أعيدت مراراً وتكراراً، مصحوبة بملامح من الكوميديا في البنية الدرامية لفيلم “خلص الشحن” من إخراج: يزن نجدة أنزور، إنتاج أكاديمية شيزار، ضمن مشروع “نوافذ للإنتاج الفني”.
فيلم “خلص الشحن” تدور أحداثه في قالب اجتماعي، فيه الكثير من المقاربات الواقعية، والكثير من الألم، لكنه امتلك جوانب كوميديه، استندت على الكوميديا السوداء، وكوميديا الموقف التي تضحك وتبكي المتلقي، كي تسلط الضوء على قضايا سلبية- اجتماعية واقتصادية وغيرها.. بشكل غير مباشر.
يحكي الفيلم قصة زفاف شاب اسمه كفاح من فتاة تدعى أمل، ونرى ما يعانيه الشابان من صعوبات وعقبات كي يصلوا إلى بر الأمان، على الرغم من أن تلك المناسبة، يجب أن تكون محفوفة بالفرح والسعادة، لكن هذه المشهدية المعقدة والمركبة هنا، تقدم الكثير من المقولات الاجتماعية والواقعية.
حول الفيلم تحدث الفنان درويش عبد الهادي: أقوم بشخصية محيو في الفيلم، وهو شاب صديق طفولة كفاح، وابن حيه الذي ترعرعا به، وهو حي شعبي بسيط، نرى محيو مثالاً للشاب الشهم المحب، الذي يقوم بكل التحضيرات لزفاف صديقه، وكأنه أخ حقيقي له، ومن ناحية أخرى نراه من الشباب صاحبي حمية الدم وسريع الغضب، عندما يشعر بعدم احترامه أو استغلاله من قبل أي شخص، ويقف جانب صديقه كفاح في مواقف عدة، نراها ضمن مشاهد الفيلم كدلالة على صعوبة الظروف، التي يعيشها الجميع مما يجعلهم يقفون مع بعضهم البعض في سعي للتخفيف من أثر الصعوبات، التي لم يسلم منها أحد، بسبب أعباء واقعنا، الذي أثقلته الحرب بكل أنواع المعاناة الاجتماعية وغيرها.
ومن ناحية أخرى تتمتع شخصية محيو بحس فكاهي ظريف، وقريب إلى القلب، وهو محبوب من جميع أهالي الحي لمواقفه النبيلة، وتعامله الطيب مع الجميع.