بقدر أهميته كشعار يتم تداوله والحديث عنه، لم يتم بعد الوصول لمشهد تطبيق جدواه، ونتائجه في واقع الميدان العملي، وما يحيط بهذا الواقع من حيثيات وتشعبات، وظروف صعبة، إضافة لما يتزامن مع كل ذلك من متغيرات متسارعة وتطورات متلاحقة، تتطلب الكثير والكثير للحاق بها ومسايرتها كضرورة حتمية لاتحتاج لنقاش أو أي جدال بشأنها.
فتحت شعار ربط الجامعة بالمجتمع تعمل الجامعات في دمشق وباقي المحافظات أيضاً على تنفيذ العديد من الورشات التدريبية لخريجي كليات مختلفة في الجامعة ولاسيما منها ما يتعلق بالخدمة المجتمعية وسوق العمل، حيث لا يمكن الفصل أبداً ما بين الجانب الأكاديمي والتطبيق المهني والميداني للعلوم النظرية على أرض الواقع وفي الوسط المجتمعي المحيط عموماً.
إذ إن ما يتلقاه طلاب الجامعات مع تطور المعارف والعلوم من خبرات أكاديمية وعلى مستويات ومراحل دراسية متلاحقة حتى العليا منها ، يحتاج دائماً إلى تدعيم وتمكين وتدريب يؤهل الخريجين الجامعيين لممارسة وتطبيق الأعمال المتعلقة باختصاصاتهم ودراستهم الجامعية بالشكل المناسب، مع ضرورة الأخذ بعين الاعتبار كل جديد في مجالات العمل هذه.
وعلى أهمية ذلك كله يبدو التعاون مع مختلف الجهات المعنية سواء هيئات أم وزارات معنية بالتدريب المهني أمراً ملحاً ومطلوباً، خاصة في ظلّ التوجهات والاحتياجات التي يعكسها واقع سوق العمل في ظلّ الظروف الراهنة، وبما يحقق الغاية من جوانب هذا التدريب والتأهيل المهني للوصول لكوادر قادرة على تحقيق أفضل النتائج.
ويبقى الدور الأهم في هذا المجال لمكاتب ممارسة المهنة في الكليات الجامعية، وضرورة العمل لتحقيق أكبر قدر من عملية التكامل بين الخبرات الاكاديمية والجانب العملي، ومتابعة الراغبين بتطوير قدراتهم وخبراتهم، وتطوير أنفسهم في سوق العمل، لاسيما في المجالات التي يطلبها هذا السوق، ومواكبة التغيير والتطوير، والخروج من الأنماط التقليدية والجامدة عموماً.
وللمستهدفين من دورات التدريب والتأهيل دورهم في إحداث نقلات نوعية في مجالات ممارسة مهنهم سواء اقتصاد أم حقوق أم علوم صحية، وغيرها من التخصصات، عبر ما يكتسبوه من خبرات جديدة ترتكز وتتناول جوهر وأساس العمل المهني، وبما يمكن من تحقيق أفضل النتائج التي تعكس الفوائد الجمة لمجالات التنمية الشاملة وللخريجين أنفسهم.