ثورة أون لاين – أحمد عرابي بعاج:
إذا عرفنا أن ثمن صاروخ توماهوك الأمريكي يبلغ 1.4 مليون دولار يقودنا ذلك إلى معرفة مدى ما تحققه حرب الولايات المتحدة الأمريكية الحالية على إرهاب داعش من فرصة كبيرة لإنعاش قطاع التسليح في الولايات المتحدة وما يمكن أن يقود ذلك إلى إخراج الاقتصاد الأمريكي من عنق الزجاجة وقد مثلت حرب الولايات المتحدة على داعش فرصة لباراك أوباما للتحرر من الضغوط الداخلية وخاصة ضغوط الكونغرس لقيود الميزانية الأمريكية، وقد أشارت التقديرات أن إنعاش الصناعات العسكرية الأمريكية في عمليات استبدال الأسلحة التي تبيعها واشنطن لحلفائها ودفع حلفائها الخليجيين لتكاليف الحرب على داعش هو الحل الذي اختارته الإدارة الأمريكية لإنعاش اقتصادها وهو نفس الأسلوب الذي اتبعه من سبق أوباما من الرؤساء الأمريكيين في تغذية الحروب التي تنعش الاقتصاد الأمريكي في كل مرة تقوم فيها حروب في هذه المنطقة أو سواها، إلا أن الرؤساء الأمريكيين السابقين كانوا أكثر وضوحاً من أوباما الذي يعتبر أضعف الرؤساء الأمريكيين وأكثرهم غموضاً في إظهار غاياته ونوايا إدارته التي تخلق الحروب من أجل إنعاش قطاع الصناعات الحربية أولاً ومن ثم تأتي الأهداف الأخرى في المراتب التالية لتلك المرتبة ذات الأهمية الاستراتيجية لدى واشنطن.
واليوم يدور الحديث عن صفقات تسليح ضخمة ترتب لاستبدال الأسلحة التي تبيعها واشنطن لحلفائها الخليجيين بحجة الدفاع عن تلك الممالك والإمارات الهزيلة بأسلحة جديدة متطورة تبلغ قيمتها ترليونات الدولارات إضافة إلى تعهد دول الخليج بدفع تكاليف الحرب الصورية على داعش.
إذاً المسألة الأهم بالنسبة للإدارة الأمريكية الآن هي تلك الصفقات الضخمة التي تستبدل فيها الولايات المتحدة الأسلحة التي لم تستخدم في تلك الدول بأسلحة أخرى أحدث منها حيث تكدس وتخزن في دول الحلفاء لتعود مرة أخرى إلى إعادة التسليح وعقد الصفقات وهكذا…
من هنا تتضح استراتيجية واشنطن في شن الحروب أو تغذيتها والتي تعود عليها بدفع عجلة اقتصادها المتأزم وتحقق من خلالها أهدافاً متعددة تندرج في إطار المصالح الاستراتيجية العليا التي يتحدث عنها أوباما دون أن يذكرها صراحة ودون الأخذ بعين الاعتبار ما يمكن أن تجره حروبها من ويلات على الشعوب وتدمير لدول مثل العراق وليبيا، وما يجري الآن لا يخرج عن إطار تلك الاستراتيجية الأمريكية بغض النظر عما يقال في الإعلام عن حربها للإرهاب.