إبداع… مات البنفسج.. إنها الحرب

الملحق الثقافي- بديع صقور:               

قبل أن تُطلق العنان لحصانك القصب ..
قبل أن تخفق بجناحيك المهيضين،
وتطير بعيداً عن ساحات الحروب، تذكر:
« إن أبناء الغابات أشدّ التزاماً
بقوانين الشرف من مشعلي الحروب «
*** ***
« أماه.. يا من أنت في السماء، ليتقدس اسمك..
دعيهم يعودون إلى الوطن ..
لا تسمحي بأن يموتوا في المنافي،
يجب ملْءُ العالم بالبنفسج
*** ***
ارتعشت شمس الأصيل حين أدركت
أنَّ موعد الأفول قد اقترب ..
على عجلٍ راحت تلمُّ ستائر ضوئها عن نوافذ
الأصيل بعد أن مزّقها رصاص المتحاربين.
يوم بهذا الجمال
يتيمةٌ هي الشمس
يتيمةٌ هي الأرض
أنتَ / أنا/ هم..
الكلُّ صار يتيماً في هذه الحرب ..
آه ! كم أتمنى ألاَّ أغادرهذه الأرض كما غادرتها
الطالبة الجامعية « صوفي شول «
والتي قبضوا عليها
بالجرم المشهود ،وهي توزع منشورات
ضدَّ الحرب ،وضدَّ النازية في الحرب العالمية الثانية.
وبينما كانت تستعد المقصلة لقطع رأس» صوفي شول»،قالت:
– يا للحزن! يوم بهذا الجمال، وبهذه الشمسِ، ويكونُ عليّ أنْ أغادر؟!
مثلك يا «صوفي شول» سأكون حزيناً إذا غادرت هذا العالم بيوم جميل،
قبل أنْ أوزّع ما كتبتُ من قصائد، عن الحبّ والسلام، على محبي الشعر،
والبنفسج ، والشمس..
ذات يوم جميل.
*** ***
يومٌ بهذا الجمال..
لماذا قتلتم القمر؟
*** ***
أبرقت السماء، وارتعش الغروب
على وقع نغمات نايٍ حزين..
رقصتْ نجمةُ الحبّ
وتسربل وجه الصباح بالمطر.
*** ***
على ناصية الريح وقف عجوز،
وقرأ على شاخصة بيضاء:
/ كلّ الطرق مغلقة بسبب تراكم المتحاربين/
قال في نفسه:
إذاً !. طريق المقبرة مفتوح؟
إذاً!. وحده طريق المقبرة سالكٌ دائماً.
*** ***
اقتربت ساعة الأفول
انطفأتْ نجمةُ الصباح
كلُّ الطرق مغلقة..
وحدَه طريق الموت دائماً، سالك إلى المقبرة.
قبل أن يغزو السماء
-دعا «الإسكندر المقدوني « جميع قادته، وأعوانه، قبيل وفاته بساعة واحدة في بابل، قال لهم:
– حافظوا على وحدة الإمبراطورية المترامية الأطراف معرباً عن أسفه،
بأنه يفارق الحياة، ولم تمنحه الآلهة، الفرصة الكافية لغزو السماء!..
يا الإسكندر! قبلك الكثيرون حلموا بغزو السماء، وقتل القمر،
بعد أن أحرقوا الكثير من زهور الأرض ،
وبيادرها، وكرومها..
وكثيرون بعدك من غزاة الأرض حلِموا بغزو السماء، وقتل القمر،
وتأديب النجوم المشاغبة..
وكثيرةٌ هي الإمبراطوريات التي زالتْ من الوجود ،
قبْلنا، ومن بعْدِنا
ستزول امبراطورياتٌ وأباطرةٌ ، ويموت القتلة
المارقون ، وستطأُ رمادهم الأقدام..
ولا أسفي.. لا على السابقين ،
ولا على القائمين ،
ولا على القادمين .
المتعة الأعظم
سألَ « جنكيز خان « جلساءهُ في أحد الأيام،
بعد الرجوع من إحدى غزواته:
– ماهي المتعةُ الأعظمُ التي يعيشها الرجل، بعد الرجوع من الغزو؟
فردّ عليه أحدُ الجلساء:
– المتعة الأعظم يا مولاي، أن يعود الرجل
الى بيته، ويجلس في حديقته،
ويصغي إلى ثرثرة زوجاته..
فردّ عليه « جنكيز خان»:
– لا !.. بل أن يرقص على جثةِ عدوِّه.
ياه !..ما أكثر الذين تمتعوا قبلك بالرقص على جثث قتلاهم، واندثروا..
صاروا رماداً ، كما أنت، ومن جاء بعدك، ويشبهك..
صرْت، وصاروا رماداً !..
في عصرنا يا « جنكيز خان» يوجد الكثير
ممن يحلمون مثلك
بالتمتع في الرقص على جثث ضحاياهم !.
كثيرة هي الأقدام التي وطِئتْ رمادك،
وكثيرةٌ هي الأقدام التي وطئتْ من جاؤوا بعدك،
ومن سيأتون.
             

العدد 1181 – 12 -3 -2024             

آخر الأخبار
برامج تدريبية جديدة في قطاع السياحة والفندقة إلغاء "قيصر".. بين تبدل أولويات واشنطن وإعادة التموضع في الشرق الأوسط دعم مصر لسوريا..  رفض الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية  تطوير التشريعات والقوانين لتنفيذ اتفاقيات معرض دمشق الدولي أزمة المياه تتجاوز حدود سوريا لتشكل تحدياً إقليمياً وأمنياً "كهرباء القنيطرة": الحفاظ على جاهزية الشبكة واستقرار التغذية للمشتركين جهود لإعادة تأهيل مستشفيي المليحة وكفربطنا إشارات ذكية وتدريب نوعي لرفع كفاءة كوادر المرور أسدل ستارته..  معرض دمشق.. منصة تشاركية للاستثمار والعمل   إعادة الأموال المنهوبة… بين البعد السياسي والاقتصادي لإعمار سوريا  الدفاع المدني يجدد المطالبة بالإفراج عن حمزة العمارين المختطف في السويداء  الداخلية العراقية تنفي رواية روجها "الحشد الشعبي" بوقوع اشتباكات مع مسلحين على الحدود السورية  وزير المالية: ما تحقق في المعرض إنجاز وطني كبير  إغلاق تراخيص التأمين والتمويل العقاري  الجامعة العربية تدين التوغلات الإسرائيلية وتؤكد دعمها لوحدة سوريا واستعادة الجولان  سوريا في قلب أزمة جفاف غير مسبوقة تهدد الأمن الغذائي  "فورين بوليسي": الشرع أمام اختبار إعادة بناء سوريا  صندوق التنمية.. أفق جديد لبناء الإنسان والمكان "صندوق التنمية السوري"..  أمل يتجدد المجتمع المحلي في ازرع يقدم  350 مليون ليرة  لـ "أبشري حوران"