” لبعد رمضان ” هو الرد الأكثر تداولاً بين الجهات العامة هذه الأيام على أسئلة تتعلق بعمل هذه الجهات وخدماتها، ومن يسمع لهجة الإصرار في الرد “لبعد رمضان” يصله شعور بأن هذه الجهات كانت عبارة عن جبهات عمل مستمرة قامت بفتوحات غير مسبوقة وأنها بعد رمضان ستطحن كل شيء.
بعد رمضان سيكون كما قبله، وربما بهمة أقل بعد الاسترخاء، هذا على الأقل ما اعتدنا عليه في سنوات سابقة، أما ما يُمكن فعله في شهر رمضان فهناك الكثير من الدول تنتظر هذا الشهر ولاسيما في المدن لإجراء الصيانات، والترميمات للشوارع والمرافق العامة، والتحضير للعيد والألعاب، وتزيين المدن مستغلّين قلة الحركة بشكل عام.
هناك الكثير مما يمكن فعله في الشوارع هذه الأيام ولاسيما موضوع ترميم الحفر والآثار التي تركتها عملية إزالة الحواجز، وكذلك الأمر إزالة الكثير من المطبات التي مازال هناك الكثير منها من دون إشارات دلالة وبأشكال وارتفاعات متباينة، ولا يعلم بها إلا أصحاب السيارات الذين تكسّرت سياراتهم، ولا يسمع بها إلا أصحاب محلات إصلاح السيارات لكثرة ما حققت لهم أرباحاً.
بالمقابل هناك جهات استثمرت حتى في فضائل شهر رمضان ونسبته لها لتغطي على النتائج الكارثية لقراراتها، وفي مقدمة هذه الجهات المصرف المركزي الذي نسب تحسّن سعر صرف الليرة أمام الدولار هذه الأيام لقراراته فيما الواقع يعود لتدفق الحوالات المالية من المغتربين لأهاليهم والتبرعات للأعمال الخيرية.
رمضان شهر الجميع، شهر رفع الحسنات وليس الأسعار، شهر يُمكن أن نحول مجموعات ال “واتس أب “، مجموعة الفروج، ومجموعة الخضار والفواكه، ومجموعة المعمول، ومجموعة القهوة.. مجموعات رحمة للمواطن وليست مجموعات ترفع الأسعار لحظة بلحظة؟.