الثورة – متابعة المحرر السياسي:
عقدت الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة اجتماعاً اليوم في مقر السفارة السورية في بيروت وذلك تحية لصمود سورية شعباً وجيشاً وقيادة ورئيساً بوجه الحرب الكونية والحصار الجائر وتحية للمرأة الفلسطينية المقاومة في اليوم العالمي للمرأة وتحية لرمز التضامن العالمي مع غزة راشيل كوري في الذكرى الواحدة والعشرين لاستشهادها، وذلك بحضور المنسق العام للحملة معن بشور، والقائم بأعمال السفارة السورية علي دغمان، والنائب اللبناني السابق ناصر قنديل، ومقرر الحملة د. ناصر حيدر وأدار اللقاء الدكتور علي غريب وحضرها عشرات المفكرين والباحثين العرب.
بشور: ما يجري في فلسطين امتداد لما جرى في سورية..
وقال بشور إننا نلتقي اليوم في ذكرى الثامن من آذار الوحدوية التي أطاحت بالانفصال ونتذكر أن الانفصال في سورية كان بداية لكل هذه الحالة التي نراها من نكسة حزيران إلى حروب الاحتلال والتدمير والتفتيت وإثارة الفتن في سورية وعلى مستوى المنطقة.
وأضاف بشور: كذلك حين نلتقي أيضاً في ذكرى انطلاق الحرب العدوانية على سورية في 11 آذار 2011، ندرك تماما أن تلك الحرب كانت بداية لاستهداف المنطقة، وما جرى في سورية لا يمكن فصله اليوم عن ما يجري في غزة وفلسطين، فمن ضرب سورية كقاعدة ثابتة ودائمة منذ الاستقلال للمقاومة في فلسطين وعلى امتداد الأمة إنما يدرك أنه إذا استطاع أن يدمر سورية يستطيع أن يدمر المنطقة بأسرها.
وتابع بشور قائلاً: حين نلتقي في ذكرى الحرب على العراق والتي كان لها من تداعيات ونتائج ما عشناه جميعاً وعاشه العراقيون خصوصاً، ندرك أن تلك الحرب كانت إشارة لحروب داخلية وخارجية على عدد كبير من أقطارنا العربية ولكن تلك الحرب لم تستطع منع العراق والعراقيين من القيام بدورهم في مقاومة العدوان الصهيو أمريكي على غزّة، وحين نلتقي في ذكرى يوم مجيد في حياة لبنان وسورية، يوم انطلقنا بمبادرة من هذه الحملة الأهلية إلى دمشق مروراً بالقصر الجمهوري في بعبدا كنا نريد أن نؤكد أن العلاقة بين لبنان وسورية، وبين فلسطين وسورية هي علاقة شعوب أكثر مما هي علاقة دول وحكومات، وهذه العلاقة هي الثابتة رغم كل المتغيرات التي نراها في الساحة.
وأضاف حين نلتقي اليوم أيضاً في ذكرى استشهاد المناضلة الأمريكية الراحلة راشيل كوري التي دهستها جرافة إسرائيلية حين وقفت راشيل في وجهها لأنها تريد تدمير منزل من منازل غزة لنكتشف اليوم أن كل منازل غزة باتت هدفا للجرف والتدمير على يد العدوان الصهيوني الأميركي، وحين نلتقي في هذه المناسبة ندرك أمرين هامين أن غزة وفلسطين هما دائماً في أهداف أعدائنا وندرك أيضاً أن أحرار العالم متعاطفون معنا.
قنديل: ما دام قلب سورية ينبض فالعروبة بخير..
ثم تحدث النائب اللبناني السابق ناصر قنديل رئيس تحرير جريدة “البناء” قائلاً: في هذه العجالة مجموعة نقاط سريعة فعندما قال جمال عبد الناصر أن دمشق هي قلب العروبة النابض لم يكن يعني فقط توصيفاً فيزيولوجياً بدور القلب في الجسد، بل أيضاً أنه ما دام هذا القلب ينبض فإن العروبة بخير، وعندما يستهدف هذا القلب ويدمى فإن العروبة هي التي تكون قد استهدفت وقد أدميت وتنزف وقد عرفنا الحالتين عرفنا سورية الناهضة القوية كيف كانت رافعة لكل حركات المقاومة في الأمة وعرفنا سورية المستهدفة النازفة ورأينا كيف أن الأمة في حالة نكوص وهبوط.
وأضاف قنديل: نحن اليوم أمام المشهد الأسطوري الملحمي في فلسطين، بالتأكيد نعلم ما دامت سورية بخير فإن فلسطين سوف تخرج من هذه المأساة بخير، وأن البطولة التي نراها على أيدي المقاومين الأبطال في فلسطين هي بعض البطولة التي سوف نراها في كل ساحات النزال بين الأمة وأعدائها.
سرحان: جملة رسائل نوجهها من هنا..
ثم تحدث الدكتور يوسف سرحان من حركة فتح موجهاً التحية للسيد الرئيس بشار الأسد ولسورية قائلاً: أنقل لكم تحية شعبنا الفلسطيني الصامد الصابر المتمسك بأرضه ومنزله ويقول لكم سنعيد بناء غزة كما كانت جميلة ولن نتزحزح ولن نهاجر ومتمسكون بوطننا وبأرضنا وبدولتنا الفلسطينية المستقلة على كامل التراب الفلسطيني هذه دولتنا الفلسطينية وسنبني دولتنا ونعيد حريتنا وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين إلى ديارهم.
وأضاف: إن العالم الأول كما يدعون عالم الحرية والديمقراطية وحرية الرأي هو للأسف عالم ظالم وهنا اقصد الحكومات وليس الشعوب، فالأميركي للمرة الرابعة يستخدم الفيتو في مجلس الأمن، موجهاً التحية إلى المقاومة في الجنوب اللبناني وسورية واليمن والعراق ومؤكداً أن ما يجري في الضفة الغربية على مدار الساعة من تدمير للبيوت واجتياحات واعتقال مناضلين ومقاتلين يستهدف اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه.
بدوره مهدي مصطفى قال أتينا إلى هذه السفارة للتضامن والوقوف إلى جانب سورية ونحن كنا وسنبقى إلى جانب سورية لأنها استهدفت من أجل موقفها القومي والعروبي إلى جانب فلسطين.
من جانبه أركان بدر تحدث باسم الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين قائلاً: في حضرة سفارة سورية نقف باحترام وتقدير لسورية شعباً وجيشاً وقيادة ورئيساً، في حضرة سورية نقف بخشوع أمام عظمة المقاومة في فلسطين في غزة الأبية في الضفة الفلسطينية التي تتأخى مقاومتنا فيها في وجه عدو صهيوني يسعى لإبادة شعبنا.
أما الدكتور هاني سليمان فتحدث باسم حملة إسناد غزة – سفينة المطران هيلاريون كبوجي عن الرحلة الشهيرة التي انطلقت من لبنان إلى دمشق والتي ضمت 150 ألف مشارك ومشاركة من لبنانيين وفلسطينيين.
ثم تحدث عباس قبلان باسم من حركة أمل فقال: إن الخلافات داخل حكومة الاحتلال الإسرائيلية يؤكد أنهم متفقون على كل شيء ولكنهم مختلفون على الأولويات، والأمر الآخر لمن يريد أن يوهمنا أن أميركا غير الاحتلال الصهيوني نؤكد أنه واهم، فأميركا التي تدمر سورية واليمن والعراق هي شريك الاحتلال الإسرائيلي وهي عدوة الشعوب.
وقال موسى صبري من الجبهة الشعبية – القيادة العامة: نشكر السفارة السورية على استقبالها هذا اللقاء الجامع مشدداً على أن تحرير فلسطين يكون من البحر إلى النهر محيياً المقاومة في غزة وفلسطين وأكناف فلسطين وجنوب لبنان وسورية والعراق واليمن .
بدوره المحامي قاسم صعب إن سورية هي قلب العروبة النابض للأمة ولهذا كانت سورية هي الهدف للدول الاستعمارية والقوى الصهيونية لضرب وحدة سورية لأنه عندما يكون القلب معافى تكون الأمة معافاة وتكون الأمة في طريقها الصحيح وعندما يكون هذا القلب معتلاً تضيع البوصلة.
وقال صالح شاتيلا من جبهة النضال الشعبي الفلسطيني: كان يوجد خوف لدى الامبريالية الأميركية وإسرائيل من هذه الوحدة بين مصر وسورية التي كان ممكنا لها أن تستكمل بوحدة عربية شاملة يكون لها التأثير على المشروع الامبريالي والصهيوني في المنطقة فمن اجل ذلك ضربت هذه الوحدة.
ثم تحدث الدكتور أحمد علوان رئيس حزب الوفاء اللبناني قائلاً: لقد انتصرت سورية على كل المؤامرات التي كانوا يقومون بها ولو استطاعوا كسرها لكانوا اليوم في لبنان.
وقال المحامي سماح مهدي إن آذار يحمل الكثير من المناسبات وكانت في التاسع من آذار المسيرة التي سجلت فيها بيروت وقفت الوفاء الحقيقية لدمشق في العام2003، مؤكداً أن هذه المناسبات تبين أن هذه الأمة مهما تعاقب عليها من هجمات هي امة صامدة وقادرة على تحقيق الانتصار لأنها امة مقاومين مناضلين مجاهدين.
دغمان: سورية تؤكد دعمها الكامل لفلسطين..
وفي الختام أكد القائم بأعمال سفارة الجمهورية العربية السورية في بيروت علي دغمان أننا نجتمع اليوم وقد دخلت آلة القتل والموت والدمار التي يرتكبها الكيان الصهيوني في قطاع غزة وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة شهرها السادس، في ظل دعم أمريكي وتواطؤ غربي، وشبه صمت عالمي، مشيراً إلى أن عملية طوفان الأقصى أفقدت العدو الصهيوني عقله وأوصلت حكومته غلى درجة غير مسبوقة من الجنون وانعدام التوازن فأعطت هذه الحكومة لجيشها المجرم أصلاً رخصة مفتوحة لتدمير المشافي والمدارس ودور العبادة وقتل الأطفال والنساء ومنع إيصال الأدوية والأغذية إلى المدنيين فلم يسلم لا البشر ولا الحجر من هذا الإجرام.
وأضاف دغمان: إن حضوركم اليوم في السفارة السورية في لبنان وانتم تمثلون أطياف الشعبين اللبناني والفلسطيني خير دليل على أن فلسطين لم تكن يوماً قضية الشعب الفلسطيني وحده، بل هي قضية كل عربي مؤمن بعروبته، ومن هنا نقول إن بلادي سورية التي وقفت إلى جانب فلسطين في مكان بالسلاح والكلمة والموقف تؤكد من جديد تمسكها بدعم فلسطين وحق شعبها في استرداد حقوقه وإقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف، وتجدد إدانتها الشديدة لمجرمي الاحتلال الصهيوني وما يرتكبونه من إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني، وتطالب داعميه بوقف هذه المجزرة فوراً وإلا فإنهم سيكونون، وهم بالفعل جزء لا يتجزأ من الكارثة الإنسانية التي يقترفها الاحتلال وكل من يدعمه بالسلاح ويؤمن له التغطية السياسية والدعم الاقتصادي.
وختم دغمان بالقول: في النهاية تعجز الكلمات أمام شجاعة هذا الشعب، ويخوننا التعبير أمام هذه الملاحم البطولية التي يسطرها ضد العدو الصهيوني كل الدعم لفلسطين وشعبها كل التحية للمقاومين الأبطال في اليمن والعراق وكل كل التحية للأخوة المقاومين في حزب الله الذين آمنوا بأن مساندة غزة جزء لا يتجزأ من مساندة لبنان وشعبه وهم قدموا ويقدمون قوافل الشهداء على طريق القدس.