الثورة – عبد الحميد غانم:
في ظل الثورة المعلوماتية التي نعيشها اليوم، وما تفرضه من تحولات كبرى خاصة على مستوى النشر، برز تنافس جديد بين النشر الورقي والنشر الإلكتروني، حتى أضحى مثل عملية أشبه بلعبة شدّ الحبل.
بين تنامي الوسائل التكنولوجية وخاصة الشابكة (الانترنت)، التي سهّلت وصول الكتاب إلى القارئ بشكل أسرع وأقل كلفة، بينما تراجع نشر الكتاب الورقي نظراً لارتفاع تكاليفه، رغم أنه يظل دائما ذا خصوصية فريدة. ما آراء الناشرين أصحاب هذه المهنة حول التنافس؟.
هل تأثر نشر الكتاب الورقي بانتشار الكتاب الالكتروني؟
أغلب الآراء من دور النشر أنه تأثر.. فقد أشار غيث هلال من (دار الهلال)، إلى أن التأثر كان كبيراً نظراً لسهولة وقلة تكلفة الحصول على الكتاب الالكتروني، لكنه لم يحد نهائياً على استمرار مهنة طباعة الكتاب الورقي، حيث لا تزال مستمرة، ويتم التركيز على الروايات للأدب العالمي والعربي وعلى بعض الكتب المختصة بالشأن العربي.
أسباب أخرى..
لكن هل السبب فقط النشر الالكتروني أم أن هناك أسبابا أخرى؟
يرى عبد الرحمن عيون من (دار البيان) أن تراجع الطلب على الكتاب الورقي من القراء، فإلى جانب ارتفاع تكاليف طباعة الكتب ورقياً – من ارتفاع أسعار الورق والأحبار وكلفة الطباعة والتجليد – فضلاً عن ظروف الحصار والحرب الكونية التي شنت على سورية.. كلها أسباب ساعدت على تراجع نشر الكتاب الورقي وتداول الكتاب ورقياً من جانب المؤلفين ودور النشر ، واعتماد النشر الإلكتروني.. فتداول نسخة من الكتاب الكترونياً يسهل انتشارها وتداولها بسرعة وسهولة.
تراجع حركة التأليف..
وأشار عبد الله شيخ حسين من (دار البيروني) إلى ارتفاع التكلفة المادية التي أثرت أيضاً على حركة التأليف وعلى حركة النشر، إذ قلت كثيراً المشاركة في المعارض العربية للكتاب نظراً لارتفاع تكلفة التنقل والسفر بالطائرات وارتفاع آجار الأجنحة.
ونوه بأن الدار التي كانت تنشر بالسنة عشرات الكتب ، أصبحت الآن تنشر على الأكثر ما بين 5 – 10 .
ورغم كل هذه الأسباب والظروف إلا أن الكتاب الورقي، بحسب عمار التراس من (دار الرؤية الجديدة) يحتفظ بمكانته عند القراء، وله رونقه الجميل لدى البعض ويفضلونه ويطلبونه رغم ارتفاع تكاليفه، ولا يمكن الاستغناء عنه نظراً لحاجة المكتبات والجامعات والمؤسسات العلمية له باعتباره مرجعاً أساسياً للمتعلمين والباحثين والدارسين.
وتأمل دور النشر أن تتحسن الأوضاع وتتعافى البلاد ويعود للكتاب الورقي مكانته العالية لدى القراء ولجميع الناس.