ربما هي أيام قليلة ويعلن العالم احتفاءه بعيد الأم، ولكن كيف للعيد أن يأتي هذا العام وأيقونة العيد ترقد في مكان بعيد، ترقب توالي السنين بقلب توقف نبضه وروح تهيم حولنا بدفء الحياة؟
وفي غفلة من الزمن نتوه في غياب الفقد والحرمان ونبحث عن مرفأ للأمان ولا نجد غير الذكرى تنعش قلوبنا بلحظات لم ندرك أهميتها في يوم، ولكنها اليوم هي زادنا ليستمر إيقاع الحياة متدفقاً عامراً بكلمات لا تزال تتردد في مسامعنا، ونظرات هي حاضرة في تفاصيل حياتنا، و يبقى لهمس روحها الصدى الأرق الذي يحملنا على جناحي غيمة ونحلق معه إلى عالم الأمومة المقدس.
شريط حافل بالمواقف والكلمات والابتسامات وربما بالعتاب كلها تحضر في لحظة لتؤكد كل يوم أن كلمة الفقد والغياب هي ضرب من الوهم، فكيف تغيب تلك الأيقونة عن إيقاع حياتنا وقد رسمت بروحها خطواتنا وكتبت بمقل العيون مستقبلنا، فواهم جداً من يظن أن إيقاع الحياة يمكن أن يتجدد من دون المرور بعتبات ذاك المقام الكبير الذي يطلق عليه تسمية “الأم”
الأمهات جميعهن يرفلن بثوب القدسية، ويجتمعن في سفر المحبة والعطاء والتضحية ولكن يجب ألا نتجاهل الأم الفلسطينية في هذا اليوم المقدس وكم ضحت وكم عانت وما تزال من فقد وقهر وحرمان، فهي النموذج الحي لكل أم عرفت معنى أن تقدم أغلى ما تملك للوطن، فلذات أكبادها كرمى الحرية والكرامة والتحرير.
أمي لترقد روحك بسلام، وللأمهات جميعاً أنتن العيد وبهجته، فلترفعن الهامات عالياً، بشموخ العلياء وفرح الأعياد المباركات،.
وكل عام وأنتن الحب والخير والعطاء.
كل عام وأنتن إيقاع الحياة الذي ينبض بالحياة.