أثار الفوز الساحق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبنسبة غير متوقعة غربياً، في الانتخابات الرئاسية الروسية، غضب واستياء الدوائر السياسية الأميركية والغربية، ولم تخفِ انزعاجها، فقد قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية: إن الإدارة الأمريكية تدرك أن بوتين سيفوز بالانتخابات الرئاسية في روسيا، لكنها لن ترسل له التهاني.
ليس هذا فحسب بل كالت تلك الدوائر الكثير من الاتهامات على العملية الانتخابية الروسية، التي حظيت في الوقت نفسه باعترافات غربية بأنها ديمقراطية.
لقد شكلت نتائج العملية الانتخابية الديمقراطية الروسية صفعة كبيرة لتلك الدوائر الغربية التي حاولت جاهدة تشويهها وكيل الاتهامات المغرضة ومحاولة تأجيج الشارع الروسي ضدها والتدخل في الشؤون الداخلية وتشويه سمعة الرئيس بوتين قبل إجراء الانتخابات من إحداث شرخ بينه وبين الناخبين الروس، إلا أن الأمور سارت على عكس ما تريده، وجاءت النتائج صادمة لها، وجاءت لصالح تطلعات الشعب الروسي.
لقد أثبت الرئيس بوتين كفاءة عالية في التعامل مع المخططات العدوانية التي استهدفت الاتحاد الروسي شعباً وتنمية وتقدماً ومستقبلاً، واستطاعت قيادته الحكيمة أن تجنب روسيا من مخاطر تلك المخططات وتقودها نحو المستقبل المشرق الذي يمكنها من أن تكون قوة عالمية تسعى نحو تحقيق التنمية والسلام في منطقة أوراسيا والعالم.
وحظيت قيادة بوتين بترحيب دولي عربي وآسيوي وأفريقي ومن أمريكا اللاتينية ومن جميع أحرار العالم، إذ تمكنت من مواجهة الحرب الأطلسية الغربية الأميركية التي شنت ضد روسيا من أوكرانيا، وبدلاً من أن تطوقها، استطاعت قيادة بوتين تطويق تلك الأطراف المعادية وتهزم مخططاتها العدوانية.
هذا الأمر سيدفع بالإدارة الأميركية والحكومات الغربية باللجوء إلى تأجيج نار الحروب في أوكرانيا وفي منطقتنا والعالم، في محاولة منها للهروب إلى الأمام من المأزق الكبير الذي وضعته بهذه الحكومات نتائج الانتخابات الروسية، وفي وقت يتهدد فيه بايدن بمخاطر السقوط والفشل في الانتخابات الأميركية القادمة بسبب عجزه عن تقديم أي إنجازات للناخبين الأميركيين.
على كل حال فإن نجاح الرئيس بوتين في الانتخابات الذي جاء تتويجاً لانتصار الشعب الروسي في المعركة التي خاضها ضد الأطلسي والغرب في أوكرانيا .. تباشير خير نأمل أن تتبعها انتصارات متتالية في غزة وفلسطين والمنطقة على المخططات الغربية الصهيونية.