يوم لا يشبه كل الأيام، يوم يحمل القداسة والمحبة والطهر والجمال، إنه عيد الأم .. وأي عيد أجمل من هذا العيد؟
هي المربية والحنونة والطيبة التي سهرت الليالي لكي نعيش، حين ننظر في تجاعيد وجهها نرى أوجاع الدنيا وتعبها، فهي التي قدمت كل ما تستطيع فباتت بحق مثالاً يحتذى به.
الأم ريحانة الوطن وعطره، تسمو بسموه وتشمخ به.. الأم التي نذرت أبناءها في سبيله هي التي نذرت نفسها أولاً لهم وله، فمن لم يعتد على البذل والعطاء من نفسه أولاً ليس بقادر على فعل أي شيء آخر.
يأتي شهر آذار، شهر الربيع المعطر بأعياد كريمة كعيد الأم الذي سنحتفل بها بعد غد، حاملاً معه عناوين كثيرة أهمها الإصرار والتحدي وقصائد الحب صنعتها الأم السورية .. فهي الحكاية التي لا تنتهي من الذكريات واليوميات الحياتية.
الأم وطن.. والوطن أم، والوطن لا يزدهر ويغنى ويقوى إلا بمن بذلن كل شيء من أجله، حين نحتفي بها فنحن نحتفي بالمحبة والإبداع، والعطاء، والربيع، بصاحبة الأيادي الدافئة الحنونة… ومنبع الجمال والأمان لبيوتنا وحياتنا.
في رحاب الذكرى تجف الأقلام عن التعبير، فكيف لنا أن نبدع أفكاراً ومعاني جديدة في حضرة الأم التي رغم ظروف الحرب والآلام نستلهم منها القوة والصبر، هي التي صنعت وتصنع مستقبل أبنائها، فتبني الوطن مدماكاً فوق مدماك، أم الشهيد وأخته وزوجته وهي بحجم الوطن.
أكتب لكل الأمهات.. لأنهن سبب وجودنا ومستقبلنا في هذه الحياة.
لأمهاتنا جميعًا نقف احتراماً وتقديراً وحباً، فهنّ من ينسجن حكايات الوطن، في أيديهم تصغر الهموم والآلام لا بل تتفتح زهور القلوب بحق.