الثورة – غصون سليمان:
بين الأم المعلمة.. والمعلمة الأم.. نسيج من حكمة.. وثوب من أصالة يغطي شرايين الوطن والحياة، وكذلك الأب المعطاء.. والمعلم الأب.. كلاهما ينبوع متدفق يهدر من أعالي الصفاء..
في عيدي ست الحبايب، ورسول الحرف تنحني الكلمات لمن وهبونا من روحهم وحنانهم نبض المعرفة والرعاية حيث تغوص التفاصيل في لغة البيان.. وتنحت التعابير في جذور البلاغة، لتفرد اللغة جناحيها على ركيزتي التنشئة الأم، والمعلم المدرسة،
فالأم السورية بكل توصيفاتها كانت ومازالت نموذجاً للصمود والصبر وتحمل المعاناة، ونموذجا لتدبير شؤون الأسرة بموارد قليلة في ظل هذه الظروف القاسية لجملة من الأسباب الخارجة عن الإرادة.
هي الأم والمعلمة التي أبدعت في كل مجالات الحياة وأعطت وضحت، وكذلك المعلم والمعلمة كانوا جميعا صنوان التقدم والعطاء والتطور..فعن أي جانب من الجوانب نتحدث ونفتح النوافذ والأبواب، لنزيد في ضياء شعلة الأم والمعلم والمعلمة في داخل كل نفس، فالمرأة الأم هي نواة الأسرة وعمودها الفقري والانتماء الأول للوطن الكبير ، بها تحلو الحياة وتقسو، ويفرق الخير والشر، هي النفس الأول للإدراك والمعرفة لأطفالها ومن حولها، فإن صلحت الأسرة صلح كل شيء على امتداد الأجيال القادمة، ولنا في تجربة الأم السورية النبيلة وقت الشدائد نموذج في التضحية والعطاء وأسوة حسنة في الانتماء الوطني، وهذا ماجسدته خلال ثلاثة عشر عاماً من الحرب العدوانية الظالمة على بلدنا.
كل عام وجميع الأمهات والمعلمات والمعلمين وهذا الوطن العزيز بألف خير .