الثورة – رفيق الكفيري:
نبع الحياة أنتن، الشمس التي تنير حياتنا، النور الذي يضيء طريقنا في ظلمات الدروب، الأم التي تهز المهد بيسارها تهز العالم بيمينها، إن أعظم ما تتفوه به الشفاه البشرية هو لفظة الأم، فهي نهر العطاء المتجدد الذي لا يجف، ورمز الطهارة والنقاء ومنارة الحب والحنان، شمعة مقدسة تضيء ليل الحياة.
في كل حقل من حقول الحياة، وفي كل بستان كبير من بساتين المحبة والحنان، تسكنها نسائم الأمل، وعبق الحنان يحيط بها، ورائحة عطر العطف تفوح منه إنها الأم، تخجل كل اللغات وتتلعثم المفردات ويضمحل خيال المبدعين عندما يراد بها وصفك أيتها الأم أمام عظمة وقوة عطائك فأنت الأم المربية والأم الشهيدة والأم العاملة ومصنع الرجولة والبطولة والفداء.
كيف لا وأنت من قدمت فلذة كبدك كرمى لعيون أم الجميع سورية، فحبك يا أمي هو الوقود الذي يدفعنا لفعل المستحيل، وتختنق عباراتي كلما رأيت خطوط العمر تزين وجنتيك، وكلما رأيت تعب السنين يلقي بكاهله ليوشح رأسك. عندما تبتسمين تتفتح ورود عمري، وتشرق الشمس في روحي ويزهر الربيع في قلبي، وتشدو دقاته بأعذب الألحان وينتشي قلبي فرحاً وكأني ملكت الكونَ أجمع.
إن سورية الحضارة التي أنجبت ماري وعشتار وجوليا دومنا وزنوبيا لاتزال إلى اليوم تثبت للعالم أجمع أن التاريخ لا يكتبه إلا رجال عظماء، ونساء خنساوات ربين أبناءهن على الشهادة وعلموهن معنى الشموخ، إن الوطن كالأم لايفرط به ولا يساوم عليه وهو يعلو ولا يعلى عليه.. وكل عام وسورية الوطن وأمهات سورية بألف خير.