الثورة أسماء الفريح:
واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي محاصرة واقتحام مجمع الشفاء غرب غزة ومستشفيي الأمل وناصر في خان يونس وذلك بالتزامن مع قصف مكثف وإطلاق نار فيما حذرت الخارجية الفلسطينية من مغبة ارتكابها مجازر جماعية فيها.
وذكرت وكالة وفا أن المرضى والنازحين في مجمع الشفاء يعانون من غياب الخدمات الصحية والطعام والمياه جراء الحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال على المستشفى لليوم السابع على التوالي.
وأُعلن أمس عن ارتقاء 5 من الجرحى المحاصرين في المجمع جراء عدم توافر الخدمات الصحية والطعام والمياه وانقطاع الكهرباء عن غرف العناية المكثفة فيما أصيب ثلاثة أشخاص إثر تعرضهم للقنص في محيط المجمع وفقا لمصادر طبية.
وأطلقت مدفعية الاحتلال قنابل دخانية في محيط حي الرمال حيث يوجد المجمع كما أطلقت طائرات الاحتلال الرصاص على المدنيين في الحي.
وينفذ الاحتلال حملة اعتقالات واسعة وعمليات قتل بصفوف النازحين في مستشفى الشفاء الذي يضم نحو 7 آلاف نازح ومريض كما يقصف المنازل المحيطة بالمستشفى.
وهذه المرة الثانية التي تقتحم فيها قوات الاحتلال مجمع الشفاء منذ بداية العدوان على قطاع غزة بعد أن اقتحمته في ال 16 من تشرين الثاني الماضي بعد حصاره لمدة أسبوع جرى خلالها تدمير ساحاته وأجزاء من مبانيه ومعدات طبية ومولدات الكهرباء.
بدورها, أفادت جمعية الهلال الأحمر بأن آليات الاحتلال بمختلف أنواعها تحاصر مستشفى الأمل في خان يونس وتقوم بأعمال تجريف واسعة في محيطه، موضحة أن جميع طواقمها في خطر شديد ولا تستطيع التحرك لدرجة أنها عاجزة عن مواراة جثمان أحد كوادرها الذي استشهد برصاص الاحتلال فجرا أثناء عمله في المستشفى.
كما ذكر شهود عيان للوكالة بأن قصفا جويا للاحتلال تركز جنوب وشرق مجمع ناصر ومنطقة بطن السمين إضافة إلى قصف مدفعي مستمر استهدف المناطق نفسها، وإطلاق نار من المروحيات والمسيرات ما أدى لاستشهاد وإصابة عدد من الفلسطينيين.
وكانت قوات الاحتلال اقتحمت مستشفى ناصر الذي لجأ إليه آلاف النازحين منتصف شباط الماضي، في عملية استمرت 10 أيام قامت خلالها بعمليات قتل لعشرات النازحين والكوادر الطبية والمرضى داخلها واعتقال للمئات من النازحين فيها، إضافة لتنفيذها عمليات تدمير وقصف لمبان وأقسام مختلفة بالمستشفى.
وقالت الخارجية الفلسطينية إن الاحتلال يتعمد ضرب جميع مقومات وجود الفلسطينيين في قطاع غزة ويركز على إخراج جميع المستشفيات العاملة فيه أو التي عادت للعمل عن الخدمة، من خلال قصفها وحرق أجزاء منها وحرق المباني المحيطة بالمجمع، وترهيب النازحين والطواقم الطبية والجرحى لإجبارهم على الخروج منها، وكذلك محاصرتها وتدميرها بحجج وذرائع واهية.
وجددت التأكيد على أنه لا يوجد أي مبرر لهذا الفشل الدولي خاصة وأن القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وآليات المحاسبة والمساءلة الدولية وفرت للعالم وللدول حلولاً قانونية إنسانية من شأنها فرض إرادة الإنسانية الدولية على الطرف المعتدي وإجباره على احترامها، باعتبار ذلك مبدأ إنسانياً سامياً والتزاما قانونيا وأخلاقيا على القوة القائمة بالاحتلال.
وأشارت الخارجية إلى أن هذا العجز يوفر مزيدا من الوقت لكيان الاحتلال لضرب أي مصداقية للقانون الدولي ومؤسسات الشرعية الدولية بما فيها الأمم المتحدة.