الثورة – عبير علي:
بالإبرة والخيط وقصاصات القماش القديمة، صنعت أجمل المفارش المطرزة، وبمحبة وشغف رسمت أناملها الذهبية، أجمل اللوحات الفنية على القماش.
إنها الحرفية فاتن صباغ 65 عاماً، تميزت بإتقانها مهنة التطريز، والزخرفة على الأقمشة، وتزيين المفارش، باستخدام الإبرة والدانتيل، والمواد المصنوعة من الخرز والألماس والأحجار الكريمة، كما أبدعت في الخياطة وبرعت في صناعة الإكسسوارات.
وفي حديث لصحيفة الثورة، أشارت صباغ إلى أنها ربة منزل من محافظة اللاذقية، وانطلاقا من محبتها لأسرتها، وإيمانها أن المرأة لا تقل شأناً عن الرجل، فهي قادرة أن تكون منتجة، وإحدى سيدات المجتمع، فكرت بمشروع تستثمر فيه الوقت الضائع ويعود على أسرتها بالنفع المادي، فبدأت منذ 30 عاماً بأولى خطوات مشروعها الفني، بخياطة قصاصات القماش القديمة، فصنعت منها أجمل المفارش، عرضتها بالسوق ولاقت إقبالاً جيداً، وهنا تشجعت وشعرت بدعم معنوي كبير.
تقول صباغ: (بدأت أعمل أكثر وأطور نفسي، وأدخلت على القصاصات الكلف، والدانتيل والخرز والأحجار الكريمة، وتعلمت تقنيات التطريز والحياكة، باجتهاد شخصي، وكنت أتابع كل جديد، فصنعت أجمل المفارش من أقمشة البروكار والفوال والستائر المطرزة والبرايم والشرايط والوسائد).
انتسبت صباغ لجمعية الحرفيين، وجمعية سيدات الأعمال باللاذقية، وشاركت بمعرض دمشق الدولي، وبسوق الإنتاج في حلب، ومعارض المرأة الريفية، ومعارض المراكز الثقافية في عدد من المحافظات، إلى جانب البازارات المقامة بفندق الفور سيزن، وأصبحت هذه المعارض سوقاً لتصريف أعمالي.
السيدة صباغ لم تتوقف هنا بل دخلت مجال الإكسسوارات، بعد أن لمعت برأسها فكرة الاستفادة من الخرز والأحجار المتبقية، من عدة الشغل بإكسسوار جميل، وحسب رأيها متعة العمل اليدوي، تكمن بالأفكار التي تتولد لا شعورياً (عندما تقوم بالتفكير بفكرة تلمع برأسك مئة فكرة جديدة، وتبدأ بمخاطبة عقلك الباطن لماذا لا أقوم بهذا، لماذا لا أدخل هذه، وتتوارد الأفكار وتخرج بتصميمات رائعة ومتنوعة).
وأكدت صباغ أن صناعة الإكسسوارات جميلة وممتعة، مارستها بحب وشغف، وعملت بجد وصقلت موهبتها بنفسها، حتى تمكنت من صناعتها بدقة وحرفية عالية، وبدأت بتعليمها للآخرين من خلال الدورات، التي أقيمت في الاتحاد النسائي.
صباغ لم تتوقف في مشروعها بل أضافت لعملها لوحات إعادة تدوير وتوالف بيئة، واتجهت لخياطة ألبسة الأطفال وديارة الـ ب- ب، بالإضافة لتصليح الملابس.
ونوهت بأنها كحرفية منتسبة للجمعية الحرفية، أنها تحتاج مثل كل الحرفيين لافتتاح السوق الذي أقر سابقاً، ليكون سوقاً دائما لهن في اللاذقية حتى يتمكن من بيع أعمالهن التي صارت مصدر الدخل الوحيد.
وختمت حديثها بأمنية وهي أن يتاح لمن تملك القدرة والحرفية والمعرفة لسنوات طويلة أن يكن مدربات في دورات حرفية مهنية، وهذا يتطلب مساعدة الآخرين من خلال فسح المجال لهن بإقامة دورات حرفية لنقل الخبرات إلى الجيل الشاب، للمحافظة على الأشياء التراثية واستمرارها، والأهم هو ستر الحال ماديا في هذه الظروف الصعبة.