الثورة – رشا غانم:
لطالما تجتمع العائلة – ولاسيما أيام زمان – لمشاهدة المسلسلات التلفزيونية المحلية والأجنبية، ونعرف جيداً أن مسلسلاتنا المحلية لا تخلو من مشاهد اجتماعية جميلة ورسائل توعوية مختلفة، وكانت تميز سهراتنا على التلفاز وتجعل لها خصوصياتها ومتعتها وخاصة في شهر رمضان المبارك، فقد كان الممثلون والمخرجون وكتاب السيناريوهات يتنافسون ويقدمون أفضل ما عندهم.
ولكن- والآن – هل نستطيع قول الشيء نفسه في ظل هذا الفضاء الواسع الذي يحوي عشرات بل مئات المحطات التي تبث ما هب ودب من مسلسلات وأفلام وبرامج قد تكون مؤذية لأطفالنا بل حتى لمجتمعنا برمته؟ الجواب حتماً لا، لأننا بتنا نخاف ونقلق من متابعة مسلسل تلفزيوني أجنبي على أي محطة أمام أطفالنا لدرجة أننا نبقي بأيدينا جهاز التحكم، كي لا يصادف مشهد قتل ما أو مشهداً إجراميا مثيراً للاشمئزاز أقل ما يمكن وصفه بأنه رسالة ترويجية خاطئة هدفها تدمير مجتمعاتنا وعاداتها وتقاليدها.
فمشاهد العنف هي لتعويد المشاهد على القتل وتعويده على رؤيتها وكأنها مشاهد عادية لتصبح مدرجة في حياته اليومية، ولا هدف من عرض مشاهد إجرامية شاذة سوى لذلك الأمر.
وأما في رمضان تحديداً فعلينا أن نوجه أطفالنا لمتابعة المسلسلات والبرامج الاجتماعية الهادفة، والترفيهية والتعليمية الممتعة، والابتعاد عن كل ما يشكل عبئاً عليه، أو يحرف سلوكه، أو تلك التي تغريه جمالية الصورة والقدرة الإخراجية العالية على حساب الرسالة الهادفة.
فبعض المسلسلات الأجنبية تشعرك وكأن المجتمع الذي تتحدث عنه هو مجتمع قتل وعنف فقط، فهل يعقل أن هناك مجتمعا بأكمله شرير وقائم على الكيد والجرائم وتصفية الحسابات الشخصية و أخذ الحقوق عن طريق المكائد بدل اللجوء للقوانين؟
لنوجه أطفالنا نحو المسلسلات البسيطة الجميلة الهادفة ذات الرسالة الاجتماعية والأخلاقية والقريبة من أرواحنا وعاداتنا الراقية التي تعبر عن تماسك أسرنا ومجتمعنا.