الملحق الثقافي- بادر سيف:
و الماء يسير
وهذه الجحافل المترافقة المتقدمة صوب الهلاك
ليس لها حل سوى إتباعي إلى قمة
الظل المسترسل في عنفوان الفكرة
لذا ارجموا الصواعق المتراكمة أمامكم
ليعود الكلام الغض
اسكنوا أقبية الفضيلة
ففيها ملائكة تحرس الأطفال
النساء و العجائز
أما القامات السامقة المتطاولة دعوها في براثن الشواهق
ستنزل يومًا
و لي فراشات الحقيقة تراقص أنغام الذكرى
لي حطام الحب المرتعش أمام مرايا الأميرات
لي شجاعة الضحك في حضرة نبي
هناك في رأس الجبل ينام قطر الندى
هناك قرب جرن العقل
يلتف الواقع بود الحياة ببراعم الردحة
.. هناك حيث ينام شجر الزعرور على حنق الطير..تلهو أرواح صغيرة في ضمائر السجن المتشظي..لن تموتوا من ضحك خفيف في صينية الأنفس البهية
بل ستعرفون لطافة الأبنوس
متعة الرقص مع بدائية الأشكال
هناك الأرواح الهادئة
ثقل الأخشاب المصلوبة على صبار النفس
هناك ينتظركم يوم جميل مليء
بالعصف و الهبوب
يا إخوتي العابرون لجسر الكناية
لا تسرعوا في مشيتكم و لا في أحلامكم
إن شجرة الحكمة ذات الظل الوارف
تتسع لكم جميعاً
إنها تنتصب وسط غابة الزان الأحمر
امضوا إلى شساعة النار
لهفة الدفء و اللقاء
امضوا إلى سماحة العشب، عتمة الأعماق
والآن سأعود الى كهفي، إلى مثوى الظنون أعيد ترتيب التواشيح
أكنس غابتي من الرذيلة
أصلي لأغوار الحقائق الخالدة والأنفس الزكية.
العدد 1183 – 26 -3 -2024