الثورة – عمار النعمة:
كاتبة دمشقية لها حضورها الجميل في الوسط الثقافي، وأول امرأة سورية حصلت على شهادة ترجمان محلف في اللغة الفرنسية عام 1974، قدمت للمكتبة العربية نتاجاً ثقافياً يغطي مرحلة زمنية محددة، كما أسست مكتبة العائلة التي تحتوي مجموعة كتب باللغات العربية والفرنسية والانكليزية.
إنها مهاة فرح الخوري نموذج المرأة السورية المثقفة، الإنسانة الدمثة المُحبة اللبقة التي واجهت الكثير من الصعوبات في سبيل إنتاج إبداع يخدم وطنها.
اليوم ترحل ابنة دمشق، صاحبة السجل الحافل بالعطاء الأدبي والإنساني، فقد ذكرت وزارة الثقافة خبر رحيلها أمس ليفقد المشهد الثقافي أحد المبدعين السوريين.
في عام ١٩٩٩ التقيتها في منزلها الكائن بحي القصور بدمشق، كان الحوار جميلاً لطيفاً مليئاً بعبق الحياة والإبداع.
عندما سألتها ما الذي دفعك إلى الأدب؟. قالت لي أنا من عائلة أدبية، فوالدي الأديب ميشيل فرح كان له دور أساس في حياتي الأدبية، وعيته مقبضاً على قلم أمامه ورقة أو دفتر، درس اللغة العربية وآدابها وقواعدها، قدس لغته الأم، كان أديباً شاعراً وعضواً في الرابطة الأدبية، أما والدتي فكانت ملمة بالأدب والشعر تروي الشعر وتساعد والدي على استذكار بعض ما يحتاج إليه.
ولأن مهاة الخوري شغلتها القضية الفلسطينية في الماضي والحاضر فهي قدمت كتاباً مهماً بعنوان (لأجلك يا قدس) كما قدمت كتاب (القدس القضية) سنة 1974 وهو كتاب كُلّفت بترجمته وبعد ذلك حققت كتاب (مسلمون ومسيحيون معاً لأجل القدس) ولقد كتبت في جريدة الثورة مقالة قالت فيها: سنوات عديدة، عشرات من السنوات عايشتك يا قدس، عايشتك قلباً وقالباً، ترجمة تنقيحاً وتحقيقاً وكتابة، نثراً وشعراً.
وأضافت لي: هناك دافع أساسي لأكتب وهو دافع طفولتي التي كنت أحلم بها دائماً في القدس وأرى دمشق القديمة التي عشت فيها مثل القدس.
وداعاً مهاة فرح الخوري، ستفتقدك دمشق روحك وجذورك التي لن تنسيها يوماً أو تنساك.. غيابك سحابة سوداء بالنسبة لنا، لكن أعمالك باقية في قلبنا ووجداننا.
مؤلفاتهـــــــا:
-وكان مساء مجموعة شعرية في رثاء زوجها.
– العصفور البشارة مجموعة قصص قصيرة.
– بولونيا- عبقريات ورؤى عام 2002.
الأوسمة:
-قلدت وسام الاستحقاق الثقافي البولوني عام 1973.
-قلدت صليب الفارس لوسام الاستحقاق لجمهورية بولونيا عام 2002.
-في الثالث من أيار 2004 قلدت وسام السعف الأكاديمي بدرجة ضابط بموجب قرار صادر عن الحكومة الفرنسية بتاريخ 10 تشرين الأول عام 2003.
– قدمت لها شهادة تقدير من اللجنة المركزية لكنيسة المنونايت في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2002.
– في عام 1994 منحتها الحكومة الفرنسية وسام السعف الأكاديمي بدرجة فارس.