التكيف مع الفشل!

أكثر من ستة أشهر مرت على معركة طوفان الأقصى ولم يغير قادة الحرب الصهاينة من لهجتهم وأهدافهم المعلنة من الحرب الإجرامية التي شنت على سكان غزة تحت عنوان القضاء على حماس والجهاد الإسلامي والسيطرة على غزة واستعادة ما سمي المختطفين والمحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية ومع مرور كل هذا الوقت على حرب الإبادة التي شنت على الشعب الفلسطيني ولاسيما في غزة فإن أياً من بنك الأهداف التي تحدث عنها قادة الحرب لم تتحقق فالجيش الصهيوني لم يستطع احتلال كامل قطاع غزة وكذلك لم ولن يتم القضاء على المقاومة الفلسطينية بل زادت تمسكاً بدفاعها عن ارضها وشروطها لوقف القتال إضافة الى أنه لم يتم استعادة كامل المختطفين والأسرى باستثناء من تم الاتفاق على تبادلهم عبر الوساطات الخارجية والدخول على خطوط الصراع القائم ولعل الهدف. الوحيد الذي تحقق من تلك الجريمة المستمرة هو قتل وجرح عشرات آلاف الفلسطينيين والدمار الهائل الذي لحق بقطاع غزة جراء الهجوم الوحشي والبربري الذي شن ويشن عليها .
وأمام حالة الاستعصاء هذه يبرز السؤال المهم ترى وماذا بعد وما هي الأوراق التي لم يتم استعمالها في تلك الحرب الإرهابية التي تشن على الشعب الفلسطيني في ظل فشل واضح لحق بالعدو الصهيوني وشركائه لاسيما أن ثمة موقفاً دولياً رافضاً لذلك العدوان تم التعبير عنه من خلال مواقف دولية تمثلت في صدور قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة باغلبية ساحقة يطالب بوقف العدوان ويدينه وكذلك ما صدر عن محكمة العدل الدولية من قرارات تبنت ما ورد في الشكوى والدعوى المقامة من جمهورية جنوب افريقيا حول ارتكاب العدو الصهيوني جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين وأخيراً وليس آخراً ما صدر عن مجلس الأمن الدولي بخصوص الطلب لأطراف الصراع وقف إطلاق النار واطلاق سراح الرهائن ناهيك عن المظاهرات التي خرجت من معظم دول العالم منددة بهذا العدوان البربري الهمجي والمطالبة بوقفه فنحن هنا أمام ارادة دولية معبرة عن المجتمع الدولي ومن خلال مؤسساته إضافة إلى رأي عام عالمي ينسجم ويتفق مع روح ومضمون تلك القرارات    مع كل ما جرت الإشارة إليه لازال الكيان الصهيوني مستمراً بعدوانه ويتحدث عن تحقيق بنك الأهداف التي حددها بعد السابع من تشرين الأول أكتوبر مع أن كل معطيات الواقع تشير الى استحالة تحقيق تلك الأهداف خاصة أن الداعم الرئيسي والمغذي الأساسي لذلك العدوان وهو الولايات المتحدة الأميركية بدأت بمراجعة مواقفها الداعمة لما يقوم به الكيان الصهيوني بدليل ما يصدر عن مسؤوليها من تصريحات مضافاً اليها امتناعها عن التصويت في القرار الذي صدر عن مجلس الأمن قبل عدة أيام وهو بالتأكيد لا يعتبر (صحوة ضمير ) بقدر ما هو حالة عدم يقين بتحقيق العدو الصهيوني ما أعلنه من أهداف في عدوانه هذا ومرور المدة  الزمنية التي حددها لتحقيق تلك الأهداف وهي الشهور الثلاثة في اسوأ الأحوال إضافة الى عدم جدوى التهديدات الأمريكية والمخاوف التي عبروا عنها من ضرورة عدم توسيع دائرة الاشتباك وحصرها في قطاع غزة لجهة الاستفراد بالمقاومة الفلسطينية ولكن تكريس قاعدة ومقولة وحدة جبهات المقاومة تحدى تلك التهديدات والتهويمات الأمريكية وأفشلها ما أربك الإدارة الأميركية ووضعها أمام خيارات صعبة جعلها تفتش عن أسباب للتخلص من عبء الفشل الذي وقعت فيه ومحاولة تبرير ذلك الفشل بتعنت نتنياهو وشركائه في العدوان بعدم الاستجابة لمطالب البيت البيض ونصائحه بضرورة وقف إطلاق النار وعدم اجتياح رفح  لأن كلفة ذلك ستكون باهضة على الكيان الصهيوني والادارة الأميركية التي ادركت أن ما يجري في غزة سيكون مكلفاً لها وهي على ابواب انتخابات رئاسية صعبة اصبح موضوع غزة وتداعياته عنصر فاعلاً في البازار الانتخابي الأميركي والمنافسة بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي والاستقطاب الحاصل حول ذلك .
إن كل المؤشرات المتعلقة بما يجري في غزة وفي داخل الكيان الصهيوني تشير الى أن المسألة باتت بالنسبة لنتنياهو وتحالفه المتطرف أصبحت قضية حياة أو  موت سياسي ولم تعد متعلقة بتحقيق اهداف عسكرية واستعادة المختطفين والأسرى والقضاء على المقاومة وإنما معركة انتخابية وسياسية واستمرارية في الحكم فوقف الحرب بالنسبة لهم يعني اعلان الفشل والسقوط السياسي والمحاكمة على التقصير في مواجهة ما حصل اضافة الى فتح ملفات الفساد الموجهة لنتنياهو والذي كان يسعى للتملص  والتخلص منها من خلال الحصانة القانونية التي يتمتع بها بوصفه رئيساً  للوزراء وأن كيانه يعيش حالة طوارئ بسبب حالة الحرب القائمة وهنا تصبح كل الخيارات مكلفة إن لم نقل مستحيلة في ظل حالة انسداد الأفق والمأزق الذي وقع فيه قادة الحرب الصهاينة وبحثهم عن مخارج للنزول عن الشجرة او الحفرة التي وقعوا فيها وهم مستمرون في الحفر بدل البحث عن خروج منها واجتراح طريقة لتبرير الفشل الذي اصابهم بفعل المقاومة الرائعة التي واجهوها من المقاومة الفلسطينية  وحلفائها  وهنا لا سبيل أمامهم إلا التكيف مع الفشل والاعتراف بالهزيمة.

آخر الأخبار
مستشفى دمر التخصصي بالأمراض الجلدية يفتح أبوابه لخدمة المرضى الاستثمار في سوريا قراءة في تجارب معرض دمشق الدولي الليرة تتراجع والذهب يتقدم "تجارة حلب".. إعادة تنشيط الحركة الاقتصادية مع وفد تركي "إدمان الموبايل".. خطر صامت يهدد أطفالنا د. هلا البقاعي: انعكاسات خطيرة على العقول السباق النووي يعود إلى الواجهة.. وتحذيرات من دخول 25 قوة نووية جديدة ترامب: اتفاق وشيك لوقف إطلاق النار في غزة.. و"حماس" مستعدة للتفاوض الحرب الروسية - الأوكرانية.. بين "التحييد الاستراتيجي" والتركيز على "العمليات الهجومية" أسماء أطفال غزة تتردد في شوارع مدريد العراق يعيد تأهيل طريق استراتيجي لتنشيط التجارة مع سوريا التحولات السياسية وانعكاسها على رغبة الشباب السوري المغترب بالعودة "الرحمة بلا حدود" وتعاون مشترك لبيئة تعليمية آمنة السعودية تطلق مشروع إعادة إعمار منطقة دمشق ‏مجموعة ألفا.. منصة للابتكار والتواصل الدولي مساعدات قطرية بقيمة 45 مليون ريال للقطاع الصحي بين الاجتماعات وإطلاق الحملات.. هل تنجح الخطط في الحد من التسول!؟ بعد سقوط النظام المخلوع.. تراجع طلبات لجوء السوريين في الاتحاد الأوروبي تجفيف العنب والتين وصناعة قمر الدين تراث غذائي المبادرات الاقتصادية السعودية في سوريا.. التنمية كمدخل للاستقرار السياسي هل يكسر "أسطول الصمود" حصار الغزاويين..؟