الملحق الثقافي- ديب علي حسن:
ثمة قول لا يجانب الصواب مفاده أن من يدفع للزمار يختر اللحن الذي يريد أن يسمعه وعلى هذا القياس من يدفع تكاليف إنتاج سلعة ما مادية أم معنوية هو الذي يحدد مواصفاتها التي يجب أن تكون.
والدراما سلعة ثقافية ومادية وهي مزيج من كل الألوان كما الإعلام.
ولا دراما دون تكاليف بل تكاليف باهظة وبالتالي هي سلعة عرضة للربح والخسارة ومن الملاحظ أن صناع الدراما لا يبحثون إلا عن ربح سريع..
في الحديث عن الدراما العربية والموضوعات التي تطرحها الكثير مما يقال ..نقاشات شتى وآراء متشعبة ..لم تستطع أن ترضي أحدا فيما تطرحه ..هذا يرى الموضوع سطحيًا وغايته النبش في صندوق ( ميدوزا) وإثارة الكثير من الفتن قبل أن تثير النقاش ولا سيما في الجانب التاريخي.
صحيح أن الدراما ليست تاريخًا ولا يمكن أن تكون كذلك ولكنها تفعل الكثير لاسيما عند المتلقي الذي لم يصل إلى مرحلة الوعي الحقيقي وقبول الآخر والنقاش بروح بعيدة عن التعصب الأعمى والإسقاطات التي تفتت أكثر مما توحد.
الدراما العربية في مأزق حقيقي لأننا نحن في مأزق لأن صناعة التنوير غائبة عنا وأغلال الجهل تحيط بنا من كل حدب وصوب ..وثمة من يعمل على نار تحرق كل شيء، حطبها كتاب وفنانون وشركات إنتاج ومتلقون..
لابد من إعادة قراءة الواقع ولكن برؤى التنوير وعلى أسس يكون الإنسان غايتها لا النبش الذي نراه غير موفق وليس بريئًا.
العدد 1184 –2-4-2024