ما تشهده كرة العاصمة في السنوات الأخيرة، يضعنا أمام تساؤلات كبيرة، فحالها لا يسر، ولا أدلّ على ذلك من نتائج أنديتها، بدءاً من الواجهة كرة الرجال، مروراً بفئاتها العمرية وقواعدها، واعتمادها شبه الكلي على اللاعب القادم من أندية أخرى، والذي همه الأول والأخير المادة لا الانتماء، وهو ما كان يميز أنديتها، و يضمن لها الاستقرار الفني الذي بدوره كان سبباً رئيسياً في دخول أبواب المنافسة.
زعيم الأندية السورية نادي الجيش المركزي، أكثر المتوجين بالدوري السوري، سبع عشرة مرة، هاهو يتلقى خمسة أهداف على أرضه أمام أهلي حلب ! وهذا نادر الحدوث للزعيم، والذي يحتل حالياً المركز الثامن ؟! وها هو للموسم الخامس على التوالي يبتعد عن الألقاب ! رغم الكم الكبير من الأسماء اللامعة التي يضمها الفريق ؟!
نادي الوحدة الجماهيري الذي اعتاد دائماً على المنافسة ولعب دور البطولة للموسم الثاني على التوالي يعاني ويلات الهروب من الهبوط لدوري الأولى، وهو الذي يملك منشأة واستثمارات وكوادر رياضية وداعمة ما لا يملكه أي نادٍ آخر، وهذا برسم المعنيين عن كرة العاصمة بشكل عام ونادي الوحدة بشكل خاص، مع التنويه بأن البرتقالي بات يعتمد بشكل كبير على الأسماء الكبيرة القادمة من الأندية الأخرى، على حساب ابن النادي، و ما ثبت فيما مضى أن نجاحاته لم تكن يوماً إلا بوجود أبنائه ونجومه.
نادي المجد يبدو وضعه بات أصعب من أي وقت مضى، بعد تأكد بقائه في دوري الأولى، وهو أحد أعرق أنديتنا وقدم العديد من نجوم الكرة لمنتخباتنا الوطنية، أمثال حسين ديب و رجا رافع وأنس مخلوف وطارق جبان… والقائمة تطول، ومشكلة أهلي دمشق الأكبر باتت بضياع قواعده التي كانت الرافعة له دائماً عندما يهبط للدرجة الأدنى و تضيق عليه الأمور المادية، إضافة لابتعاد أبنائه و كوادره الإدارية الخبيرة؟
نادي الشرطة أحد أبرز أنديتنا تاريخياً مازال في الدرجة الأولى، وإن كان هذا الموسم يبدو قريباً للعودة للأضواء، لكن من ينظر إلى تشكيلته يدرك أن الأمور ليست على مايرام، باعتماده على لاعبين قادمين من أندية أخرى وبأعمار كبيرة، وبالتالي فإن الشرطة أيضاً مازال بعيداً عن البناء للمستقبل والاعتماد على المواهب الشابة ولاسيما من مدرسته، أما بردى شيخ الأندية السورية فلا خبر عن كرته! وناديا النضال و المحافظة باتت كرة القدم ليست من أولوياتهما، على ما يبدو.
أمام هذا الواقع المرّ، بات المطلوب من المسؤولين عن كرة العاصمة الكثير، وإدارات هذه الأندية يجب أن توضح لجماهيرها أسباب التراجع والفشل، وأن تضع الخطط المستقبلية لإعادة كرة العاصمة لواجهة الكرة السورية، كي تظل رافدة للمنتخبات الوطنية بلاعبين نجوم.