ونحن نقترب من نهايات المسلسلات الدرامية، وبعد انتهاء كل تلك الحبكات سواء المتينة منها، أو المفبركة، فان المقاربات النهائية تطرح سؤالاً متجدداً، ماهي الحصيلة المعرفية بعد كل هذا المهرجان الدرامي بكل قوالبه المختلفة.
هل نجحت المسلسلات المشتركة في التفوق على النتاجات المحلية…؟
هل السعي لتصدر التريند وجذب المشاهد
للمتابعة عبر كل هذا الأكشن المضحك، يضيف للعمل أي قيم فنية أو فكرية؟
وهل أصبح مجرد المطالبة بتعميق البعد المعرفي والفكري في الأعمال الدرامية، ابتعاداً عن الواقعية الدرامية التي تسيرها معطيات سوق هش لا يقبل سوى بفرض شروطه.
عام إثر آخر نتابع مجموعة من المسلسلات نهدر عليها عشرات الساعات، نتابع حكاياها، تطور صراعات أبطالها، أمكنة العمل وكل الذخيرة البصرية وفي كثير من الأحيان البيوت الفارهة، والشخصيات المرفهة…
إلا أننا تمنينا لو أن تلك الأعمال أخذتنا إلى مقاربات فكرية وفنية لا تنسى، يمكنها أن تنقلنا من حال إلى اخر كما تفعل تلك الروايات أو النصوص التي كتبها مبدعون انخرطوا في صراع ذاتي مع أنفسهم.
كل خطوة تبنى بمنطق وفلسفة هدفها الإفضاء بنا إلى حكمة تعيننا على خوض الحياة بانتظار معرفي ونفسي متين، بينما كل هذه المشاهد البصرية تبدو في ختامها
مجرد ركام ألقي عمداً في وجوهنا في موسمه بمجرد الانتهاء منه يتلاشى وحده.
السابق
غياب للرقابة وشكاوى بالجملة.. أهالي بلدتي ببيلا وبيت سحم بلا مياه منذ شهرين ويشتكون نوعية الخبز
التالي