من الصعب أن نتحدث عن العيد وطقوسه والفرح الذي يجب أن نتمتع به، في ظلّ ما يحدث لأبناء جلدتنا في فلسطين من قتل وتهجير ودمار للبشر والحجر على حدٍ سواء، هذا ناهيك عن التحديات التي يعيشها الجميع في ظلّ ذاك الحصار الاقتصادي الذي يكبّل الجميع وينعكس على حياتهم المعيشية اليومية وعدم القدرة على توفير الأولويات والاحتياجات الأساسية ولو حدّ الكفاف.
فبدهي أننا لا نستطيع أن ننفصل عن الواقع بتفاصيله كافة، ولكن يمكننا أن نفتح قلوبنا لبريق أيام نتمنى أن تحمل بين طياتها الفرح ولو كان مشوباً بغصّة، ويمكننا أيضاً أن نتجاوز هذه التحديات جميعها، ونستقبل العيد الذي يأتي فاتحاً ذراعيه لأمل جديد. نستلهم من معانيه أن الحياة مستمرة، وأن البدايات المتجددة هي في متناول اليد، ومن الأهمية بمكان، الإيمان دائماً بقدرتنا على تجاوزالصعاب، والعيد
لا شك هو فرصة للوقوف مع الذات وشحذها بالأمل وبأن القادم سيحمل لنا الخير الوفير.
ليس ضرباً من المستحيل أن نوقظ لحظات فرح في قلوبنا من أجل الطفولة الواعدة ومن أجل وطن يليق به أن يبتهج في لحظات الفرح، فلابد لذاك الليل أن ينجلي ويعود للحياة ألقها وللأعياد بريقها الذي يسطع في القلوب قبل أن تنطق به الألسن والعيون.
أعيادكم فرح، وكل عام وأنتم بألف خير.
التالي