الثورة – منال السماك:
بمشاعر ممزوجة من الفرح والسعادة، نستقبل زائراً مباركاً عزيزاً على قلوبنا، ونطل من نوافذه المزركشة بضحكات الصغار وترقبهم الشغوف وأماني الكبار، على أيام عيد الفطر السعيد ومساحاته الواسعة المزروعة بالمحبة والتوادد والتراحم الاجتماعي، والتقارب الأسري ومزيد من التسامح والتواصل وجبر الخواطر، فالعيد مناسبة موسمية لنفض غبار الجفاء وكسر جدران الجليد بين الأقارب والأصدقاء، وهو موسم للتكافل الاجتماعي بين الغني والفقير ليكون الفرح شاملاً أفراد المجتمع كافة.
عندما نذكر العيد غالباً ما ترتسم صورة مبهجة تعمها مظاهر الفرح والبهحة، بطلها الرئيسي الأطفال بملابسهم الجديدة، وساحات الألعاب الصاخبة بضحكاتهم وعفويتهم، يندفعون بحيوية محببة تدعو إلى التفاؤل نحو رسم ملامح العيد في عالمهم الطفولي الجميل.
في الطرف المقابل حيث عالم الكبار غالباً ما يقترن العيد بمشاعر الحنين إلى الماضي الجميل كما يسمونه، وتقترن ذكرياتهم بالآهات والحسرات تأسفاً على زمن فرح ولى، حيث للعيد آنذاك نكهة مختلفة عن الحاضر ، فيوقظ العيد ذاكرتهم وينشط حنينهم، فتشتعل المقارنة بين عيد الماضي والحاضر، لترجح كفة الماضي الجميل ليعيشوا الحلاوة المرة.
يشير الباحثون في علم النفس إلى أن ما يعيشه الانسان المعاصر بشكل عام من غياب لثقافة الفرح الحقيقي بمعنى فخامة العيش البسيط ، لانحيازه نحو الاستهلاك، وليس خافياً أنه رغم الاستعدادات المادية للعيد، يتبدى الماضي بصورة معظمة و مفخمة فلا تخلو لقاءات العيد من استرجاع ذكريات الماضي السعيد والحنين إليه.
ولكي لا يهدد الحنين إلى الماضي من استمتاعنا بأيام العيد، ينصح علماء النفس باستخدام الدافع الاستباقي لتذوق الحاضر وعيش اللحظة، فالأبحاث النفسية الحديثة تدعم القول بأن تذوق الحاضر يبني أساسا لذكريات الحنين ويعزز التفاؤل، فعيش اللحظة ومساعدة من حولنا على الاستمتاع بها، واستيعابها كحقيقة لحظية يحفز الاستفادة منها والفوز بلحظة سعادة.