الثورة – علا محمد:
في القديم نادت الفلسفة الرواقية بعضاً من قواعد السلوك التي تدرب صاحبها على أن يتعلم وأن يعوّل على نفسه أكثر مما يعوّل على ما هو خارج عنه، أي تدعو إلى طريقة الاهتمام بالذات وترويضها، من هنا جاء اسم الجمعية، فالرواق باختصار عنوان ثقافي فلسفي هندسي تنويري، وأهداف الجمعية تنطبق على تعاريف هذا العنوان في كثير من الزوايا..
هذا ما أوضحه رئيس مجلس إدارة جمعية الرواق الثقافية الفكرية الأديب الدكتور عبد القادر الحكيم في لقاء له مع “الثورة” متحدثاً:
هذه الجمعية لها السبق في العديد من الفعاليات المميزة خلال السنوات السابقة من معارض فنية وملتقيات أدبية وفكرية، مشيراً إلى أنه قد تم إشهار الجمعية عام 2018 بعد اجتماع الأعضاء المؤسسين لها قبل عامين، وكان الهدف في وقتها تقديم الرؤى والأفكار الريادية لكل الجهات الرسمية والخاصة، بما يُفيد بكسر الروتين وتسريع عجلة الثقافة والتطور بعد انحسار موجة الإرهاب التي حُطمت على صخرة الصمود الشعبي والعسكري للشعب والجيش السوري، وتحت ظل القيادة الحكيمة التي أجادت اجتراح الحلول لحل كل المشكلات التي أفرزتها الحرب على القطر.
وبعد إشهار الجمعية بدأت نشاطاتها المتنوعة بحضور قامات ثقافية رسمية وشعبية وكان “مهرجان جمعية الرواق الأول” النشاط الأبرز والأطول للجمعية فقد اشتمل على معارض ومحاضرات ورحلات وتكريمات منوعة، كثيفة ومميزة، واستمرت هذه النشاطات على مختلف الأصعدة حتى توقفت في عام 2020 بسبب جائحة الكورونا.
وأكمل الحكيم أن الجمعية استأنفت نشاطاتها في العام 2021 و 2022 بالحفل الفني الشعري الذي استقبل شعراء وفنانين من لبنان الشقيق، وتم تكريم كوكبة كبيرة من أهم الشخصيات الفنية والثقافية في القطر، أما في عام 2023 كانت المسابقة الأدبية الثقافية في مجالات “الشعر، شعر الزجل، القصة القصيرة” وتم تقييم المشاركات من قبل لجنة مختصة بالمجالات السابقة في اتحاد الكتاب العرب، وأسفر عن هذه المسابقة نتائج مذهلة لمشاركين من فئة الكبار والناشئة تفوقوا بما قدموه على أسماء كبيرة وتم تكريم الفائزين في حفل مميز وقُدمت لهم جوائز لتحفيزهم وتشجيعهم على الاستمرار.
وأشار الأديب عبد القادر إلى أن كل ذلك دفعهم لفتح باب جديد لإقامة مسابقات متنوعة في مجال النص والعرض المسرحي، وقد أعلنت الجمعية عن شروطها فالنصوص اختيارية والمواضيع مفتوحة، ويمكن لمختلف الفئات العمرية المشاركة من داخل القطر وخارجه، على أن تُقدم النصوص في مقر الجمعية الكائن في مدينة يبرود اعتباراً من 15 نيسان حتى 15 تموز من عام 2024 وسيتم تقييم النصوص من كبار المسرحيين في القطر والنصوص الفائزة تصحح وتنشر لاحقاً، وقد تُمسرح.
بالإضافة لمسابقات أخرى في مجال العزف والغناء، الرسم والنحت، ونشاطات موازية كماراثون الجري والرحلات السياحية للأماكن الأثرية في القطر ومحاضرات وندوات وغيرها وتُقدم الطلبات في نفس التاريخ السابق.
وبيَّن الحكيم أن هدف الجمعية من هذه المسابقات المساهمة في رفع المستوى الثقافي ودعم ورعاية الإبداع والمبدعين وتوثيق ثقافة وهوية المجتمع بالتنسيق مع الجهات المعنية لبناء مجتمع نشط وذلك بتحفيزه ونشر الأنشطة الرياضية، بالإضافة إلى نشر الوعي للمحافظة على الآثار والموروث الثقافي.