كميات الأمطار التي هطلت هذا الشتاء تبشر بموسم زراعي ممتاز، استبشر من خلاله الفلاحون والمزارعون خيراً، وبات الواحد منهم يقول ” الله يتمم بالخير “.
وهذه الخيرية التي جادت بها السماء على أرضنا تتطلب خيرية تجود بها الحكومة على المزارعين والفلاحين عبر سلسلة من الإجراءات الاستباقية التي تضمن استمرارية الخير على الاقتصاد الوطني أولاً، وعلى الفلاحين والمزارعين تالياً، الأمر الذي يدعو إلى وضع خطط قابلة للتنفيذ من أجل تأمين مستلزمات عمليات الحصاد بأسعار مدعومة، إن لم تكن مجانية، إلى جانب وضع خطط مبسطة لعمليات الاستلام وأسعار معقولة للمحاصيل الزراعية تمكن المزارعين من تسليم كامل المحاصيل إلى المراكز الحكومية بدلاً من بيعها لتجار الأزمات.
ما دعاني إلى كتابة هذه الكلمات هو عبارة “صنع في سورية” فهل خطر في بالنا أن صناعة الألبسة والنسيج بحاجة إلى أقطان، وأن صناعة الرغيف بحاجة إلى أقماح، وأن غذاء الأغنام والأبقار والدجاج وغيرها من المواشي والطيور بحاجة إلى الشعير والأعلاف.
وفي النهاية لا يمكن لنا أن نحقق شعار “صنع في سورية” من دون أن نحقق بداية شعار “زرع في سورية” فهل ستعمل الحكومة على تحقيق هذا الشعار..