لم يكن غريباً ما قام به اتحاد الكتاب العرب في سورية من مبادرة وطنية طيبة وسعي دائم للارتقاء بالثقافة والأدب، فمنذ سنوات لم يألوا جهداً في الدفاع عن الثقافة والإبداع والقضايا الوطنية، إضافة إلى توطيد ثقافة الانتماء وتحصين الهوية الثقافية الوطنية الجامعة، ولاسيما أن سورية بلد الحضارات والثقافة والمعرفة المتجذّرة في التاريخ اعتادت أن تقاوم مشاريع الهيمنة والاحتلال والطغيان.
لهذا كله غصّ اتحاد الكتاب العرب بسورية في الأمس القريب بثلة من المبدعين الذين اجتمعوا من عدّة دول عربية لتأسيس اتحاد كتاب المشرق العربي وتعزيز التعاون الثقافي في مواجهة الصهيونية لما للمثقفين من تأثير كبير في المجتمع.
اللقاء الأدبي الذي تم سلط الضوء على أهمية دور الدول المجاورة لفلسطين في مواجهة الصهيونية والمؤامرات الثقافية والغزو الثقافي وضرورة تعزيز دورها، من خلال تأسيس هذا الاتحاد.
ولأن المنطقة تشهد صراعاً كبيراً وهمجية واضحة من الدول المعادية فما أحوجنا لهذه الاتحادات لتقف كجبهات داعمة للمواقف القومية العربية، ولتظهر صورة المثقف المؤمن بالحقوق والقيم والمبادئ، فالأدب الحقيقي المواجه والمقاوم لكل ما يحاك من مؤامرات تهدد ثقافتنا وهويتنا وتاريخنا وحضارتنا ضرورة حتمية في هذه الأيام التي تمر على المنطقة بأكملها.
اليوم وكل يوم تؤكد سورية وشعبها وقيادتها أنها الحصين المنيع الذي يقف مع الحق والقضايا العادلة, وأنها الرمح الذي لايلين ولاينكسر, صاحبة المبادئ والقيم الثابتة في الدفاع عن ثقافة المقاومة ومناهضة الاحتلال بجميع اشكاله.
خطوة كبيرة وهامة يسير بها اتحاد الكتاب العرب بسورية، نتمنى أن تخطيها كل المؤسسات الثقافية المعنية لأن الثقافة هي نسغ الحياة والعدل والمساواة، ولن نستطيع من دونها الدفاع عن الحقوق التي يجب أن تبقى مصانة.