تعود بي الذاكرة في مثل هذا اليوم إلى مقاعد الدراسة، حيث الاحتفال بعيد الجلاء ويعلن ابتداء الحفل بالوقوف دقيقة صمت إكباراً لأرواح شهداء الوطن، ثم يلقي مدير المدرسة كلمة يصف فيها معاني الاستقلال بفخر واعتزاز، باسم الوجه والثغر، ويعلو صوته قائلاً: السابع عشر من نيسان، ملحمة استقلال صنعها الشعب السوري بإرادته وصموده ودماء الشهداء، والحفاط على هذا الإرث الوطني يكون بالتسلح بالعلم والتفوق والتميز ، ثم تتتالى الكلمات من المدرسين بحماس وطني عن النتائج التي ترتبت على الجلاء فاللغة الرسمية هي العربية والثروات ملك للشعب وعادت الحياة الدستورية، وللشعراء ولشعرهم دور في الحض والتحريض على مقارعة الاحتلال، وكنا طلاباً نطلق لأنفسنا عنان الفرح والمرح وتصدح حناجرنا بالأهازيج والهتافات الوطنية.
في رحاب ذكرى الجلاء بمعاركها وملاحمها البطولية بدماء شهدائها ودروسها المستفادة ومعطياتها الكبيرة التي انغرست قيماً في الوجدان.
في آفاق هذا الإنجاز الأكبر نتسلح بعزيمة التحدي والصمود للنهوض بالوطن إلى سلم الرقي والتقدم، وبذلك نفخر بالنصر في معركة التنمية والبناء وهدا واجب كل مواطن شريف أياً كان موقعه ومهما كانت مرتبته العلمية والساحة تتسع لكل وطني مخلص.
التالي