الثورة – علاء الدين محمد:
كانت سورية وما زالت وستبقى المنارة التي تضيء ظلمة الليل على طريق الحرية لكل عشاقها، إنه قدرها أن تكون كذلك على سطور التاريخ وعبر محطاته، وهنا لابد من ذكر بعض تلك المحطات لكي نستحضر التاريخ الذي عاشه الٱباء والأجداد، وسطروا بأيامه ولياليه ملاحم التضحية والفداء في سبيل الحرية والاستقلال والكرامة التي هي نبراس الأمة.
بهذه الكلمات بدأ الأستاذ أحمد خزعة نشاطه التفاعلي في ثقافي المزة بدمشق تحت عنوان: (استلهام معنى الجلاء)
فقدم عرضاً تفصيلياً لفترة ما قبل الجلاء من أواخر عهد الاحتلال العثماني أيام السلطان عبد الحميد الثاني إلى المؤتمر العربي في باريس بتاريخ 18 حزيران 1913 إلى المعاهدات التي تم عقدها، مثل معاهدة عام 1914 التي حاول جمال باشا عقدها مع فرنسا للتعاون ومنح سورية الاستقلال، إلى 2 آب عام 1914 واتفاقية بين السلطنة وألمانيا إلى الاتفاقات السرية بين الحلفاء، مثل اتفاقية سايس بيكو، وصولاً إلى إعلان استقلال سورية، وتتويج الملك فيصل بن الحسين ملكاً على سورية في 8 ٱذا 1920 حيث وافقت بريطانيا على الاستقلال واعترفت به، ولكن فرنسا رفضت الاعتراف إلى أن جاءت معركة ميسلون في 24 تموز 1920 التي خلدها التاريخ، وخلد كلمة وزير الدفاع يوسف العظمة بقوله: يجب أن نموت شرفاء، اكتب يا تاريخ أن فرنسا لم تدخل أرضنا إلا على أجسادنا، وأوصى أن يدفن في أرض المعركه ليبقى شاهداً للأجيال القادمة على عظمة السوريين، ودفاعهم عن استقلالهم وحريتهم وصولاً إلى فك الانتداب على سورية ولبنان، ثم الثورة السورية الكبرى، بين عام 1925 و 1927.
وتناول الباحث أحمد خزعة الثورات المحلية، مثل ثورة الشيخ صالح العلي، وثورة إبراهيم هنانو إلى معركة السويداء وغيرها من المعارك في جميع المحافظات السورية، والتي كان هدفها الأول والأخير هو التحرر والاستقلال.
وأكد على التنسيق الكامل بين قيادة هذه الثورات، ثم أشار إلى الروح المعنوية العالية عند الثوار وحبهم الكبير للتضحية من أجل الكرامة الوطنية وطرد المحتل بأي ثمن، المهم والأهم هو استخلاص العبر من الماضي، والاستفادة منها في المستقبل ثم إحياء الروح العروبية في نفوس أبنائنا حتى يكونوا حصن هذه الأرض وسياجها.