الثورة – يمن سليمان عباس:
يرى العديد من علماء الاجتماع والنفس أن كثيراً من تأخر إنجازاتنا يعود إلى عدم امتلاك الإرادة الكاملة وبصيغة ثانية التردد الذي نعاني منه بين أن نفعل أو لا تفعل.
ثمة وسواس في النفس تارة يقول افعل وتارة لا تفعل.. وقد تنبه أجدادنا القدماء إلى ذلك فقالوا : آفة الرأي التردد.
علم النفس يعود إلى بحث هذه الحالة النفسية التي يجب أن تعالج بأساليب كثيرة.. وذلك عن طريق تنظيم الوقت أولاً والعمل على استغلاله تماماً..
كيف أنظم وقتي وأعمل دون تردد هو عنوان الكتاب الذي يبدأ بطرح التساؤلات التالية:
(هل سبق لك أن شعرت بالتردد أو الإرهاق عند مواجهة مهمة ما، أو وجدت نفسك تؤجل العمل دون سبب واضح؟ يقدم كتاب “نظم وقتك في 60 ثانية: ستين طريقة فعالة للتغلب على الفوضى في المنزل وفي العمل” المؤلف جيف ديفيدسون يقدم حلولاً عملية لهذه التحديات الشائعة، مقدماً طرقاً يمكن تطبيقها بسرعة وفعالية.
يبدأ ديفيدسون بالاعتراف بالتحديات والمشتتات التي يواجهها المحترفون في بيئات العمل الحديثة، مؤكداً على أهمية التعامل مع هذه التحديات كفرص للنمو والتحسين. يدور المفهوم الأساسي للكتاب حول فكرة أنه يمكن بدء تغييرات كبيرة في غضون 60 ثانية فقط، مما يجعل عملية تحفيز الذات والتنظيم أمراً سهلاً وقابلاً للإدارة.
يتم تنظيم الكتاب حول 60 تقنية مختلفة، مصممة لتنفيذها بسرعة. إذ يصنف ديفيدسون هذه التقنيات إلى عدة مجالات رئيسية منها : التحفيز، التنظيم، التغلب على التسويف، استغلال القوى الشخصية، والتنقل في ديناميكيات مكان العمل.وبالتالي كل تقنية ليست مجرد نصيحة أو حيلة، بل هي بوابة لتطوير حياة عمل أكثر إنتاجية وإشباعاً.
من نقاط القوة في الكتاب هي عمليته. حيث يقدم ديفيدسون تعليمات واضحة ومختصرة لكل تقنية، مما يضمن سهولة فهمها وتطبيقها.
على سبيل المثال لا الحصر، يقترح بدء كل يوم بتحديد هدف واضح وقابل للتحقيق. هذا الفعل البسيط لتحديد نية يومية يمكن أن يوفر إحساساً بالغرض والاتجاه، مما يعزز من عقلية الإنتاجية.
كما يتناول ديفيدسون الجوانب النفسية للتحفيز والتنظيم. ويشرح كيف يمكن أن يكون فهم الأنماط المعرفية والسلوكية الخاصة بالفرد أمراً حاسماً في تطوير عادات عمل فعالة، إلى جانب التقنيات مثل تقسيم المهام إلى أجزاء صغيرة وقابلة للإدارة أو استخدام التعزيز الإيجابي يمكن أن تكون لها تأثير كبير على القدرة للبقاء متحمسًا ومنظمًا.
ويغطي ديفيدسون أيضاً أهمية خلق بيئة عمل مواتية.وهنا يقترح تنظيم المساحة الفعلية للعمل لتقليل الفوضى والمشتتات، مما يعزز التركيز والكفاءة بالمثل، كما يتطرق إلى أهمية إدارة الوقت، مؤيدًا لتقنيات كتقنية بومودورو، التي تتضمن العمل في فترات مركزة يتبعها استراحات قصيرة.
وترى الدراسات أن كتاب “نظم وقتك في 60 ثانية”، ليس مجرد مجموعة من النصائح وإنما دليل شامل يمكّن المحترفين من أخذ زمام المبادرة في حياتهم المهنية. أيضا يتميز أسلوب ديفيدسون بالبساطة والعملية، مما يجعل الكتاب مورداً ثميناً لأي شخص يتطلع إلى تحسين تحفيزه وتنظيمه وإنتاجيته العامة في مكان العمل. من خلال تبسيط المفاهيم المعقدة إلى استراتيجيات عملية وسهلة التنفيذ، يضمن ديفيدسون أن يكون القراء مجهزين ليس فقط بالمعرفة، ولكن أيضًا بالأدوات اللازمة لإحداث تغييرات ملموسة في حياتهم المهنية).
ومع ذلك فإن تربية الإقدام دون التردد تبدأ منذ الصغر وهنا علينا أن نقول: إن التروي هو غير الإقدام ويجب آلا نتهور في الكثير من المواقف.. ألا يقولون: في التسرع ندامة وفي التأني السلامة..
بكلمة أخرى التعقل والتبصر ميزان الفعل.