الثورة _ فؤاد مسعد:
«بين العصر والمغرب، من فوق جسر الرقة، يا يمّا انطيني الدربيل» ثلاث أغنيات شكلت قوام العمل الجديد لفرقة «تكات» الذي جمع فيما بينها حاملاً هوية فراتية سورية النكهة، مقدماً هذا اللون الغنائي الفلكلوري من منظور مختلف.
العمل الذي تم تصويره ضمن مناطق في سورية تشع أصالة وجمالاً وروعة، حمل في الإشراف العام والتوزيع الموسيقي والإخراج توقيع المخرج هاني طيفور، الذي تحدث لصحيفة الثورة عن آلية التعامل الموسيقي مع أغنيات فلكلورية معروفة، قائلاً: في كل الأعمال نأخذ الأغنية التراثية ونقدمها بلون جديد، فنعطيها صبغتنا، وهي معادلة صعبة بين الحفاظ على هيكليتها وبنائها الموسيقي وبين أن نعطي حداثة وروحاً جديدة للأغنية، التي سبق وغناها عدد من المطربين.
ويشير إلى أن التحدي في أغنية «بين العصر والمغرب» تمثل في إيجاد طريقة لتقديمها بروح مغايرة، يقول: أعتقد أننا استطعنا إيصال ذلك حتى من خلال المقدمة الموسيقية، فالدخول للأغنية لم يسبق أن قدمه أحد بهذا التوزيع، بدأنا به «أوركسترا» فدخلنا بطريقة رخيمة وانتقلنا للمغنى في أغنية تذهب باتجاه الشجن، ووزعنا العمل بإحساس جديد مع الحفاظ على هيكليته الموسيقية. ودمجناه مع أغانٍ سورية شعبية قديمة «من فوق جسر الرقة» والتي تعتبر من تراث الرقة في حوض الفرات.
ورغم أن الأغنيات الثلاث متباعدة حتى من الناحية المقامية، لكن ما حدث أنه يمكن إجراء ركوز موسيقي معين بحيث تقف عند علامة وتدخل منها على أغنية جديدة من مقام آخر.
بدا واضحاً مدى الاهتمام بالهوية البصرية للعمل وبانتقاء أماكن التصوير، الأمر الذي أكد عليه طيفور موضحاً أن «البطل في هذا العمل كان الصورة»، مشيراً إلى أن التصوير جرى في سورية رغم أن كثيرين ظنوا أنه تم في بابل بالعراق، يقول: «بنية المكان الذي صورنا فيه بابلية من ناحية نظام البناء، وقد رغبنا التصوير في العراق لكن الظروف لم تسمح، فتم اختيار مكان أقرب ما يكون للبيئة هناك، والكلام عن موقع التصوير الأول «أغنية بين العصر والمغرب»، حيث أجريت استطلاعاً لمكان التصوير في مشتى الحلو «معمل الحرير»، أما الموقع الثاني فكان قروياً وفيه طابع البساطة، في ريف الشيخ بدر «قرية عقر زيتي».