مهما طال الزمن ثمة لحظات ومواقف حياتية محفورة في الذاكرة، فحالة السوريين خلال أفراحهم وأحزانهم وأعيادهم تجعلك تقف فخوراً أمام كيف يعيشون يداً بيد وبقلب وإحساس واحد.
في شهر نيسان أعياد كثيرة ما أروعها صادفتنا، عيد الفطر السعيد والفصح المجيد والجلاء العظيم، أعياد كانت ولاتزال بحجم العمر لا تغيب عنا، ولن تتغير أو تتبدل بوقعها في نفوسنا.
هذه الحالة الاجتماعية التي صنعها السوريون فريدة من نوعها وربما لاتجدها في مكان آخر، فهم نسجوها عبر التاريخ بشجاعتهم ومحبتهم وألفتهم، بصماتهم على جدران الزمن، والأهم أنها لاتزال حاضرة بيننا رغم ظروف الحرب القاسية علينا.
حارات دمشق وأروقتها تضج بالناس التي لاتعرف إلا الحياة والحب، الاحتفالات في باقي المحافظات تزين المسارح والمنابر والمراكز الثقافية التي تتحدث عن تاريخ هذا الوطن وعراقة شعبه، مشهد يليق بصمود هذا الشعب، وبوطن ضحى وقدم كل مايستطيع كرمى لأبنائه وأحبابه.
وطني بفرحه وحزنه، يظل الحضن الدافىء الذي احتضن الجميع تحت كنفه، هو اللحظات الأجمل والأنقى والأقدس بخلاف عالم نعيشه اليوم خالٍ من أي روح وإحساس، وطني هو النور والضياء، وامتداد الروح، ونبض القلب.
سنبقى نحتفي، نتذكر، نتأمل، لحظات صنعناها فأوردت حياتنا وجعلتنا أكثر همّة للعمل والعطاء وتقديم كل ما نستطيع في وطن لايعرف سوى المحبة والوئام والإنسانية.