الثورة – طرطوس – فادية مجد:
تقدر مساحة الغابات في سورية بحوالى 240650 هكتاراً، وتشكل غابات محافظة طرطوس نسبة 13% من تلك المساحة، أي ما يعادل مساحة 7729 هكتاراً من الغابات الطبيعية، بالإضافة إلى /23477/ هـكتار غابات اصطناعية.
ومع اقترابنا من فصل الصيف وما يحدث خلاله من ارتفاع للحرارة، ينتج عنها حرائق لا يد للإنسان فيها، والتي يتوجب إزاءها الاستعداد لمكافحتها بأسرع وقت من قبل الجهات المعنية، وإضافة لما قد تتسبب به حرارة الصيف العالية، لابد من ذكر التصرفات غير الصحيحة من قبل بعض المزارعين أثناء عملية تنظيف أراضيهم الزراعية المتاخمة للغابات، وكذلك زائري تلك الغابات وإشعالهم للنار وانصرافهم قبل التأكد من إخمادها، فقد يتسبب الجهل بطرق تنظيف الأراضي الزراعية واللامبالاة بحدوث حرائق كبيرة تقضي على غاباتنا الجميلة، وثروتنا الحراجية.
للحديث عن طبيعة الغابات في محافظة طرطوس وخصوصيتها واستعدادات مديرية زراعة طرطوس لموسم الحرائق تواصلت صحيفة الثورة مع رئيس دائرة الحراج في مديرية الزراعة الدكتور فادي ديوب.
الوضع الطبوغرافي
الدكتور ديوب بين أن معظم الغابات في المحافظة تتواجد في مناطق جبلية ذات درجة ميل كبيرة (جبال وسفوح شديدة الانحدار)، وهذا يعكس خطورة النار حيث تنتشر بسرعة أعلى، وكذلك صعوبة شق الطرق وخطوط النار، وبالتالي صعوبة وصول الآليات والعمال إلى مواقع الحرائق، وهذا يحتاج إلى طرق وخطوط نار أكثر عدداً لتأمين الوصول إلى معظم النقاط التي يمكن أن يحدث فيها الحريق.
التداخل مع الأراضي الزراعية
ولفت إلى أن القسم الأكبر من الغابات في محافظة طرطوس متاخم للأراضي الزراعية، كما يوجد حدود مشتركة بينهما، مما يزيد من احتمال تعرض الغابات للحرائق نتيجة للنشاطات السكانية المختلفة أثناء قيام السكان بالأعمال الزراعية وخاصة عملية التخلص من بقايا تقليم الأشجار (التحريق الزراعي) وحرق المخلفات، مشيراً إلى أن العوامل السابقة الذكر سواء من حيث الكثافة والطبوغرافيا والتداخل الحراجي الزراعي والمناخ وعدد السكان كانت سبباً هاماً في تشكيل خطورة على الغابات، وازدياد فرص تعرضها للحرائق، إضافة لأسباب أخرى للحرائق أهمها (تحريق زراعي- مجهول- إهمال- كهرباء).
استعدادات وتجهيزات
وأفاد رئيس دائرة الحراج بخصوص استعداداتهم لموسم الحرائق: مع اقترابنا من فصل الصيف نوضح أن دائرة الحراج في محافظة طرطوس موزعة على ست شعب حراجية، تغطي جميع المناطق في المحافظة وأن آلية عمل تلك الشعب الحراجية تتم من خلال المخافر الحراجية، فيبلغ عدد المخافر الحراجية العاملة حالياً 21 مخفراً، وتضم 171 عنصراً من عناصر الضابطة الحراجية، ومجموعة من الحراس الحراجيين، مهمتهم الحفاظ على الغابات والثروة الحراجية من جميع أنواع التعدي، منوهاً بوجود 5 مراكز إطفاء حرائق موزعة في (مركز القدموس ومركز دير الجرد في القدموس ومركز بوردة في الشيخ بدر ومركز بهرمين في طرطوس و مركز عين عفان في صافيتا) وجميعها مهمتها الرئيسية إخماد الحرائق الحراجية، والمساهمة في أعمال القطع للتربية والتنمية لبعض المواقع مع إيلاء الاهتمام للمواقع الأكثر حساسية وخصوصاً الغابات الصنوبرية والمحميات الطبيعية.
وبالنسبة للمواقع الحراجية البعيدة عن مراكز الإطفاء قال ديوب: نقوم بتشكيل فرق حرائق للتدخل السريع وعدد تلك الفرق المتوقع لهذا العام سبعة فرق هي (سرستان- النبي صالح- النبي متى- بانياس- التون الجرد- التفاحة- محمية قلعة الكهف) وذلك حسب الإمكانيات المادية المتاحة، بالإضافة إلى فرق دعم ومساندة وعددها 8.
وبخصوص أبرز ما تقوم به مديرية زراعة طرطوس (دائرة الحراج) أوضح ديوب بأن أعمالهم تتلخص بترميم وصيانة جميع الطرق الحراجية وخطوط النار المنتشرة في المواقع الحراجية والغابات في ريف المحافظة، بحيث تكون تلك الطرق الحراجية سالكة لمرور صهاريج الإطفاء عليها، وكذلك الآليات الأخرى للدخول إلى أي نقطة ضمن تلك المواقع الحراجية عند حدوث حريق فيها، ويتم تنفيذ خطة ترميم تلك الطرق بالآليات الهندسية الموجودة لدى آليات المشاريع التابعة لوزارة الزراعة، حيث يؤدي ترميم تلك الطرق لتحقيق الفائدة على المزارعين الذين لديهم أراضي زراعية مجاورة للمواقع الحراجية من حيث نقل محاصيلهم ومنتجاتهم الزراعية لافتا إلى وجود شبكة من الطرق الحراجية تخدم المواقع الحراجية بشكل جيد.
وبالنسبة لتوزيع صهاريج الإطفاء لدى المديرية على المواقع الحراجية أضاف: “إن ذلك يتم حسب أهمية كل موقع، حيث بلغ عدد صهاريج الإطفاء حالياً /19/ إطفائية، مع وضع 6 جرارات مع مقطورة مياه ومضخة لاستخدامها كإطفائية مع الفرق الميدانية في بعض المواقع البعيدة والحساسة، وأثبتت هذه التجربة فعالية كبيرة في بعض المواقع الحراجية وهذه الجرارات موزعة على موقعي حراج سرستان وبدادا, مبيناً أن من أعمالهم أيضا تزويد فرق الإطفاء بمضخات ظهرية
لاستخدامها في المواقع التي يصعب وصول الآليات إليها ولها فاعلية كبيرة ومجدية في بداية الحريق، كما يتم العمل على استثمار طاقات جميع العاملين لدى دائرة الحراج (تربية وتنمية وعمال إطفاء الحرائق) لتخفيف الكثافة الحراجية في الغابات الصنوبرية، مشيرا إلى أن أعمال التربية والتنمية في الغابات لها دور كبير في الوقاية من حرائق الغابات بالدرجة الأولى، وإن حدث الحريق يكون أقل ضررٱ وإمكانية السيطرة عليه سهلة.