الثورة – رانيا حكمت صقر:
تقدم الكاتبة مها قباني في روايتها “جُمان.. حبة اللؤلؤ” نسيجاً اجتماعياً متعدد الأوجه من خلال استعراض مشكلات وتحديات متباينة تعيشها أسر عدة في حي واحد، مع التركيز على الأبعاد النفسية والعاطفية التي تشكل حياة الشخصيات.
الرواية مقدمة بأسلوب يبرز كيف يمكن أن يخلق الصراع والشدائد حالات معقدة تتأرجح بين الواقعية والفنتازيا، ما يضع القارئ أمام تجربة قراءة غنية ومتعددة الأبعاد. تتناول الرواية موضوعات مثل الأمومة والإخفاقات الشخصية، قوة البقاء والتوكل، وكذلك الغوص في الطرق المظلمة التي قد تؤدي بها الظروف القاسية.
الكاتبة قباني، بصفتها خريجة جامعة تشرين في الآداب الإنكليزية وعضو مجلس إدارة في جمعية العاديات، تدمج معرفتها الأدبية والثقافية لتحيي عبر صفحات كتبها الواقع السوري بكل تفاصيله، سواء من حيث تعدد الهويات والثقافات، أو من حيث الإشارة إلى الحرب وآثارها الاجتماعية والنفسية.
تشكل الرواية في جملتها صورة للحياة السورية المعاصرة بمشقاتها وجمالياتها، مقدمة تحت ظلال الحب، الألم، والعطاء. وإذ تبتعد بنا عن أعمالها السابقة مثل “عائدة” التي صدرت ٢٠٢١ تحدثت عن قصة حب في زمن الحرب وروايتها الثانية “المصير.. شموس لن تغيب” التي صدرت ٢٠٢٢ حيث أخذتنا مها قباني في رحلة جديدة تعزز الشخصية الأدبية النسائية في التعبير عن الذات والهوية المجتمعية.
أما رواية “جُمان ..حبة اللؤلؤ” تتجلى قيمة هذه الرواية في كيفية تناولها لتنوع تجارب الحياة السورية، التي تعكس بحساسية عالية تفاعلات الشخصيات وردود أفعالها في مواجهة تحديات الحياة، بالإضافة إلى رصدها للوجوه المتعددة للتضحية وشرف الإنسان في الحفاظ على كرامته وهويته في أشد الظروف صعوبة.
يذكر أن الرواية صدرت عن دار عين الزهور تضمنت ٤٠ مقطعاً موزعة على ٢٨٥ صفحة.