“ذا كريدل”: تعاون روسيا وإيران والصين من أجل نظام أمني عالمي

الثورة – ترجمة ميساء وسوف:

شدد وزير الخارجية الصيني وانغ يي، بشكل رسمي، على أن طهران لديها ما يبرر الدفاع عن نفسها ضد تمزيق “إسرائيل” لاتفاقية فيينا عندما اعتدت على القنصلية الإيرانية في دمشق.
وفي مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لا تشكك الصين علناً الآن في الهجوم الإرهابي على نورد ستريم فحسب، بل وأيضاً في المحاولة المشتركة بين الولايات المتحدة و”إسرائيل” لعرقلة إقامة الدولة الفلسطينية.
علاوة على ذلك، تستضيف بكين، كما فعلت موسكو مؤخراً، الفصائل السياسية الفلسطينية معاً في مؤتمر يهدف إلى توحيد مواقفها.
يوم الثلاثاء المقبل، وقبل يومين فقط من احتفال موسكو بيوم النصر، نهاية الحرب الوطنية العظمى، سيهبط شي جين بينغ في بلغراد لتذكير العالم أجمع بالذكرى السنوية الخامسة والعشرين لقصف السفارة الصينية من قبل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وحلف شمال الأطلسي.
وفي الوقت نفسه، قدمت روسيا منصة للأونروا، وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين، والتي سعت “إسرائيل” إلى وقف تمويلها، لشرح لممثلي مجموعة البريكس-10 الوضع الإنساني الكارثي في غزة، كما وصفه المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني.
باختصار، لقد بدأت بالفعل إدارة أعمال سياسية جادة خارج نظام الأمم المتحدة الفاسد، مع تفكك الأمم المتحدة وتحولها إلى كيان مؤسسي حيث تملي الولايات المتحدة كل الشروط باعتبارها المساهم الأكبر.
لكن مفترق الطرق الرئيسي خلال الأيام القليلة الماضية كان قمة الدفاع لمنظمة شنغهاي للتعاون في أستانا بكازاخستان.
ولأول مرة، التقى وزير الدفاع الصيني الجديد، دونغ جون، مع نظيره الروسي، سيرغي شويغو، للتأكيد على الشراكة الإستراتيجية الشاملة بينهما.
وشدد دونغ بشكل ملحوظ على الطبيعة “الديناميكية” للتفاعل العسكري بين الصين وروسيا، في حين ضاعف شويغو موقفه قائلاً إنه “يضع نموذجاً للعلاقات بين الدول” على أساس الاحترام المتبادل والمصالح الإستراتيجية المشتركة.
وفي كلمته أمام الجمعية العامة لمنظمة شنغهاي للتعاون، دحض شويغو بشكل قاطع حملة الدعاية الغربية الضخمة حول “التهديد” الروسي لحلف شمال الأطلسي.
وكان الجميع حاضرين في اجتماع وزراء دفاع منظمة شنغهاي للتعاون، بما في ذلك الهند، وإيران، وباكستان، وبيلاروسيا، بصفة مراقب على الطاولة نفسها.
وكانت الشراكات الإستراتيجية المتشابكة بين روسيا وإيران والصين متزامنة تماماً، فقد التقى دونغ أيضاً بوزير الدفاع الإيراني العميد محمد رضا أشتياني، الذي أشاد بإدانة بكين للغارة الجوية الإسرائيلية في دمشق.
ما يحدث الآن بين بكين وطهران هو إعادة لما بدأ العام الماضي بين موسكو وطهران، وذلك عندما أشار أحد أعضاء الوفد الإيراني الذي كان في زيارة إلى روسيا إلى أن الطرفين اتفقا على اتفاق متبادل رفيع المستوى.
وفي أستانا، كان دعم دونغ لإيران واضحاً لا لبس فيه، فهو لم يقم فقط بدعوة أشتياني إلى مؤتمر أمني في بكين، وهو ما يعكس الموقف الإيراني، بل دعا أيضاً إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة وإيصال المساعدات الإنسانية.
وقدم شويغو، خلال لقائه مع أشتياني، سياقاً إضافياً عندما أشار إلى أن “الحرب المشتركة ضد الإرهاب الدولي في سورية هي مثال حي على علاقاتنا الودية طويلة الأمد”.
وأضاف أن الوضع العسكري السياسي الحالي والتهديدات التي تواجه دولنا تجبرنا على اتباع نهج مشترك لبناء نظام عالمي عادل يقوم على المساواة لجميع المشاركين في المجتمع الدولي.
نظام أمني عالمي جديد
إن إنشاء نظام أمني عالمي جديد يقع في قلب التخطيط لمجموعة البريكس-10 على قدم المساواة مع المناقشة الخاصة بإلغاء الدولرة. وكل هذا يشكل لعنة في نظر الغرب الجماعي، العاجز عن فهم الشراكات متعددة الأوجه والمتشابكة بين روسيا وإيران والصين.
ومن المقرر أن يزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بكين في وقت لاحق من هذا الشهر. وفيما يتعلق بغزة، فإن الموقف الروسي الإيراني الصيني متناغم تماماً: “إسرائيل” ترتكب إبادة جماعية. وبالنسبة للاتحاد الأوروبي، وحلف شمال الأطلسي فإن هذه ليست إبادة جماعية: فالكتلة تدعم” إسرائيل” مهما كانت الظروف.
إن التهديدات الأميركية بالاختيار الواضح بين إنهاء عدة فروع رئيسية للشراكة الإستراتيجية بين روسيا والصين أو مواجهة تسونامي العقوبات لا تقلق بكين. وينطبق الشيء نفسه على محاولات واشنطن منع أعضاء مجموعة البريكس من التخلص من الدولار الأمريكي.
لقد أوضح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تماماً أن موسكو وبكين قد وصلتا تقريباً إلى نقطة التخلي عن الدولار الأمريكي في التجارة الثنائية. والسرقة الصريحة للأصول الروسية من قبل الغرب الجماعي هي الخط الأحمر النهائي بالنسبة لمجموعة البريكس وجميع الدول الأخرى التي تراقب برعب.

وبينما يقع الغرب الجماعي في قبضة أزمة شرعية وجودية، فإن محور الصين، إيران، روسيا( RIC) يبتكر نظامه الأمني الخاص لحماية بقية العالم من “الإبادة الجماعية”.
المصدر- ذا كريدل

آخر الأخبار
باحث اقتصادي لـ"الثورة": لا نملك صناعة حقيقية وأولوية النهوض للتكنولوجيا شغل (الحرامات).. مبادرة لمجموعة (سما) تحويل المخلفات إلى ذهب زراعي.. الزراعة العضوية مبادرة فردية ناجحة دين ودنيا.. الشيخ العباس لـ"الثورة": الكفالة حسب حاجة المكفول الخصخصة إلى أين؟ محلل اقتصادي لـ"الثورة": مرتبطة بشكل الاقتصاد القادم المخرج نبيل المالح يُخربش بأعماله على جدران الحياة "الابن السيئ" فيلم وثائقي جسّد حكاية وطن استبيح لعقود دورة النصر السلوية.. ناشئو الأهلي أولاً والناشئات للنهائي كرة اليد بين أخطاء الماضي والانطلاقة المستقبلية سلتنا تحافظ على تصنيفها دولياً الأخضر السعودي يخسر كأس آسيا للشباب دوبلانتيس يُحطّم رقمه القياس رعاية طبية وعمليات جراحية مجاناً.. "الصحة" تطلق حملة "أم الشهيد" ليست للفقراء فقط.. "البالة" أسعار تناسب الجميع وبسطاتها تفترش أرصفة طرطوس ماوراء خفايا الأرقام والفساد في اقتصاد الأسد المخلوع؟ بعد ترميمه.. إعادة افتتاح الجامع الكبير في اعزاز بريف حلب الشمالي من شجرة الرمان كانت البداية.. ريم درويش استثمرت أوقات فراغها بمشروع مثمر حالة ضعيفة من عدم الاستقرار الجوي مع ارتفاع في درجات الحرارة غداً إدارة إلكترونية وربط مباشر بالمصارف.. ما سر "الحكومة الرقمية المصغرة"؟ برامج عمل مشتركة مع "أكساد" لتطوير وتنمية الثروة الحيواني