الثورة _ عبير علي:
منحوتات حجرية مختلفة الأشكال والأحجام ومقرنصات ومشكايات، وأقواس وتيجان ورحى حجرية متنوعة، وجرن كبة بقياسات مختلفة وقناطر.. كلها محفورة بروح تراثية وبدقة وإتقان وحرفية عالية، تنم عن موهبة وذوق رفيع، أبدعتها يد الفنان الحرفي «عاطف الأحمر» المختص في حرفة النحت الدمشقي، التي تُعدّ من الحرف التراثية العريقة، التي توارثها الآباء عن الأجداد، وبدوره تعلمها وتوارثها عن والده منذ 25 عاماً.
وللإضاءة على هذه الحرفة أكثر، التقت صحيفة الثورة الحرفي «الأحمر» الذي بدأ بالتعريف بأنواع الحجر المستخدم، وهو البركاني الأسود الذي يتحمل حرارة عالية، ويستخدم لصناعة الأفران والرحى، وكتلوين في البيوت الدمشقية القديمة، وهذا ما نلاحظه في المداميك التي تكون ثلاثة ألوان وأحياناً أربعة، وهي حجر رحيباني أبيض وأصفر ورنكوسي أصفر وأسود بازلتي، وأحياناً يدخل عليها اللون الأحمر وهو غالباً حجر برزاوي، وهذه الحجارة منشأها وطني من دمشق وضواحيها ومن السويداء ودرعا، وهو يعمل على توظيفها في ترميم البيوت العربية القديمة.
وفيما يخص المنحوتات الدمشقية كموضوع تراثي، نوه بأنها غالباً ما تكون حجراً أصفر، وينحت منها المقرنصات والمشكايات كانت توضع فيها وسائل الإنارة القديمة كالفانوس وغيره، إضافة إلى أن بعض المنحوتات يستخدم فيها الحجر الأبيض، وبعضها يكون مطعماً باللونين معاً، وبما أن الحجر الأسود البازلتي صلب ومقاوم للحرارة، فيستخدم في البيوت العربية كدرج أو لصناعة الرحى، ورصف بعض الأرضيات كما في شوارع دمشق القديمة.
أما الأدوات المستخدمة في الحفر على الحجر، فأشار إلى أن المنحوتات القديمة كانت تحفر بواسطة المطرقة والإزميل، وبعض الأدوات القديمة «كمطرقة بوشاردة ومطرقة شاحوطة» كما كانت معروفة، وحالياً لزيادة الإنتاجية والسرعة باتت تُستخدم الأدوات الكهربائية، والجلخ بعدة قياسات، ومنها جلخ عامودي ويُستخدم معه ريش ألماس، لترميم البيوت الدمشقية، وفي نهاية العمل تُستخدم المطرقة والإزميل لإعطاء النكهة الدمشقية نفسها.
وأعرب الأحمر عن استعداده لتعليم هذه الحرفة التراثية، للجيل الشاب لمن يرغب للحفاظ على تراث الآباء والأجداد في حاضنة دمر المركزية للفنون الحرفية، علماً أن حرفة النحت الدمشقي تتطلب الموهبة والرغبة لأنها تحتاج إلى إبداع وفن وصبر وهدوء أثناء الحفر.