بريطانيا وأمريكا تتقاطعان في استراتيجية واحدة وهي ضمان “الأمن الصهيوني” وسباق التسلح والعسكرة، واستثمار الحروب والأزمات، والقضاء على أولويات السلام والحوار في المنطقة والعالم ككل.
ورغم الرهان المستمر على تغير سياسة الولايات المتحدة وبريطانيا، إلا أن واشنطن ولندن تبقيان تدوران في فلك الغطرسة ودعم الفوضى، وتكريس سياسات الانقسام العالمية لمعسكرات وتكتلات تتصارع فيما بينها، وتحاول العاصمتان الغربيتان فرض الاستسلام تجاه الدول في سياق سلام مزيف، يضمن التفوق العسكري لهما وللكيان الصهيوني.
الأوضاع العالمية تختلف كثيراً اليوم عن سابقاتها، ويكاد الوضع العالمي ينفجر ببرميل بارود مدمر مصدره التهور الصهيوني الذي يقوده متزعم الكيان بنيامين نتنياهو، ولندن وواشنطن حليفتان للكيان الإسرائيلي المحتل، وسيظل مستوى الإجرام الذي يرتكبه الصهاينة ثابتاً، وربما يتزايد بدعمهما.
بايدن، كاميرون لافرق، هي مجرد أسماء ستعلق على باب غزة كإسمين مدمرين للحياة والإنسانية، في سياق ضخ السلاح المميت لضمان تفوق القوة العسكرية للكيان الإسرائيلي في الحرب.
العالم يغلي كغلي المراجل ويستشيط، وتوزيع السلاح لقتل غزة لعبة واضحة يظهر فيها توزيع الأدوار لخدمة كيان الاحتلال، صرحت واشنطن على لسان رئيسها جو بايدن أنها لن تزود “إسرائيل” بالأسلحة مؤقتاً، بينما تعهدت بريطانيا، باستمرار إرسال الأسلحة إلى الاحتلال الإسرائيلي.
وليس هنالك أي فرق جوهري بين الدولتين حيال دعم الكيان الإسرائيلي بخلاف ما يدعي وزير خارجية بريطانيا الذي زعم أن هناك فرقاً جوهرياً بين موقف أمريكا وموقف بريطانيا بشأن مبيعات الأسلحة إلى “إسرائيل”.
وزير خارجية بريطانيا ديفيد كاميرون قالها بكل وقاحة نيابة عن الأمريكي: “سنواصل المضي في إجراءات ترخيص مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل”.
ما صرّح به كاميرون تباركه أمريكا قبل “إسرائيل”، وهي كلمة الولايات المتحدة قبل كلمة المملكة المتحدة، والعبارة الأنجلو أمريكية موحدة في خدمة الكيان الصهيوني، وتأييد اجتياح رفح، من تحت الطاولة وليس بالضرورة من فوقها.
الولايات المتحدة وبريطانيا بلا أدنى شك جزء من عملية التدمير الكامل لقطاع غزة ولاينبغي لأحد أن يخالطه الشك في ذلك، مهما كان حجم التصريحات الإيجابية والإنسانية الأمريكية – البريطانية تجاه الحرب على غزة.
منهل إبراهيم