الثورة – دمشق – ميساء العلي:
قدم الباحث الاقتصادي عامر خربوطلي عدة مقترحات لتطوير إدارة دراسات الجدوى الاقتصادية خلال المحاضرة التي ألقاها في المركز الثقافي بأبو رمانة حول دور دراسات الجدوى الاقتصادية في تعزيز كفاءة الاستثمار، ومن تلك المقترحات الاهتمام بالدراسة التسويقية وتوفير المعلومات اللازمة لها والتركيز على المسوحات الميدانية التسويقية وتشجيع الشركات المتخصصة، إضافة إلى العمل على توفير المعلومات الإحصائية، والتزام القطاع العام والخاص بتقديم بيانات كاملة وصحيحة عن طبيعة عملها.
ولفت إلى أهمية السماح للباحثين في القطاع الخاص في الجامعات والمعاهد إجراء بحوث ودراسات تخدم الاقتصاد الوطني، والعمل على رفع كفاءة الكوادر الوطنية في مجالات دراسات الجدوى الاقتصادية سواء من القطاع العام أو الخاص باتباع دورات تدريبية والاستفادة من الخبرات العربية والأجنبية، ومن ضمن المقترحات أيضاً وضع المعايير الكفيلة بقياس أثر المشروع على الاقتصاد الوطني..
التقييم الصحيح
وبحسب الباحث فإن التقييم الصحيح للمشاريع الاستثمارية في سورية سيؤدي حتماً لمشاريع ناجحة ومستمرة تساهم لاحقاً في زيادة النمو الاقتصادي، وبالتالي زيادة الناتج المحلي والفردي.
وأضاف أن المطلوب بعد الأزمة جهود مضاعفة للاستثمار الأمثل، ومضاعف القيمة، فلا أهمية لتوزيع الأدوار الاقتصادية بين القطاعين العام والخاص بقدر ما هو إعطاء المهنة لمن يستطيع أداءها بأكبر قدر ممكن من الكفاءة والفاعلية.
الباحث بدأ كلامه بالحديث عن تداعيات الحرب على سورية والواقع الاقتصادي غير المسبوق من خلال انخفاض معدلات النمو وعجز الميزان التجاري وانخفاض قيمة العملة الوطنية والإمكانيات المحدودة التي يجب أن تواجه احتياجات غير محدودة كل ذلك يفرض خلق أدوات وسياسات لمواجهة الفجوة، وتحسين نمو الناتج المحلي الإجمالي وبالتالي تحسين مستوى معيشة الأفراد.
خمسة مصادر للنمو
وبحسب خربوطلي هناك خمسة مصادر للنمو تتمحور حول الناتج المحلي والتقدم التقني ونمو رأس المال وكفاءة التوزيع ونمو العملة ومستوى الاستغلال أي أن تراكم رأس المال هو أحد مصادر النمو وليس المصدر الأساسي ولابد من التركيز على المصادر الأخرى الرديفة.
ويعود الباحث إلى كلام الاقتصادي النمساوي جوزيف شومبيتر الذي يرى أن أحد أسباب التخلف وتباطؤ النمو هو عدم ظهور المنظمين أو المبادرين أو رواد الأعمال الراغبين باستغلال الفرص الاستثمارية وابتكار كل ما هو جديد، فرائد الأعمال هو المحرك الأول للنمو الاقتصادي على المدى الطويل كونه يستطيع أن يخلق مشروعاً جديداً ويطور سلعة أو خدمة وهو الذي يحول دون دخول الاقتصاد الكلي دوامة الجمود والانكماش.
تساؤلات
ويطرح الباحث تساؤلات تواجه المستثمر عند البدء بإقامة مشروع جديد كتكلفة رأس المال والمنافسة والبدائل والاختيارات لكي تكون قراراته على قدر كبير من الجدوى والدقة والفاعلية.
ويذهب إلى تعريف دراسة الجدوى الاقتصادية كخطة اقتصادية متكاملة منذ التأسيس وحتى نهاية العمر الإنتاجي للمشروع فهذه الدراسات تساعد المستثمر على اتخاذ القرار الصحيح وتخصيص الموارد المالية، وبالتالي كفاءة استخدام رأس المال.
انخفاض الكفاءة
خربوطلي تحدث عن مشكلات دراسات الجدوى الاقتصادية والتي يراها في انخفاض كفاءة القائمين على دراسات الجدوى الاقتصادية للمشروعات الاستثمارية وعلى تطبيق مفاهيم وأسس تقييم العائد الاقتصادي للمشروعات مع صعوبة وضع معيار دقيق لتكلفة الاستثمارات، كالتدفقات النقدية الخارجية ناهيك عن الالتزام بالتسعير الإجباري واختلاف السياسات الاقتصادية والنقدية والاجتماعية بين دولة وأخرى، إضافة إلى صعوبة تحديد نقطة البداية والنهاية للمشروع الاستثماري ومتغيرات التقييم للمشروعات الاستثمارية.