تضررت مساحات كبيرة من الأراضي المزروعة بأشجار التفاح والخوخ والمشمش والكرمة في ريف حمص الغربي بسبب العاصفة الهوائية المطرية مؤخراً، لاسيما في قرى جبل الحلو ” رباح -فاحل – المرانة- حاصور- كفرام ومنطقة شين “. ولن نتحدث هنا عن خسائر المزارعين الكبيرة بسبب خسارتهم لمواسم كانوا يعولون عليها لتعويض تعبهم طيلة عام كامل، ولا عن التعويضات الضئيلة التي سيحصلون عليها من صندوق التخفيف من آثار الجفاف والكوارث الطبيعية العائد لمديرية زراعة حمص. بل هناك قضية أخرى في غاية الأهمية، وهي طريقة تقدير الأضرار من قبل مديرية الزراعة أو ما يسمى ” الميزان الزراعي”، ويكون تقدير المساحات وفق الميزان الزراعي المعتمد على التصوير الجوي مغايراً لما هو موجود على أرض الواقع.
ولنأخذ مثلاً بلدة فاحل المشهورة بزراعة التفاح والمميزة بطبيعتها الجبلية، فتقدر المساحات المزروعة بالتفاح بـ٦٥٠٠ دنم بينما حسب الميزان الزراعي المعمول به تقدر المساحات بـ ٤٢٠٠ دنم فقط. والأمر ذاته ينطبق على المساحات المزروعة بالزيتون. وبالنتيجة يحرم عدد لا بأس به من حقهم بالتويضات في حالة الكوارث ومن حقهم بالمحروقات التي توزع حسب عدد الدنمات.
طبعاً، يمكن تعميم الكلام على جميع قرى الريف الغربي، لاسيما رباح وحاصور وكفرام واوتان، فالظلم الواقع بسبب الميزان الزراعي يشمل جميع المزارعين وليس مزارعو فاحل وحدهم. لذلك لا بدّ من اتخاذ إجراءات لتعديل الميزان الزراعي كي لا يهجر المزارعون أراضيهم أو يقطعوا الأشجار ليستفيدوا من خشبها في التدفئة. فهل تبادر وزارة الزراعة لإنصاف المزارعين قبل فوات الأوان؟.