تتجه الأنظار إلى البحرين حيث تعقد القمة العربية الثالثة والثلاثون غداً الخميس في العاصمة المنامة حيث الظروف والأوضاع التي يمر بها العالم عموماً والمنطقة العربية على وجه الخصوص خطيرة وشائكة، وتتطلب المزيد من التعاون والتنسيق العربي لمواجهة هذه المخاطر والحفاظ على الأمن القومي العربي وبما ينعكس على أمن واستقرار الدول العربية وشعوبها.
أهمية انعقاد القمة العربية في هذه الظروف الدقيقه أنها تأتي في وقت يصعد الكيان العنصري الصهيوني من عدوانه على قطاع غزة، ويمعن في حرب الإبادة الجماعية بعد أن ارتكب آلاف الجرائم ودمر المدارس والمستشفيات ومعظم البنى التحتية وقد بلغ عدد الشهداء اكثر من ٣٥ألف شهيد وعشرات آلاف الجرحى وتدمير مئات آلاف المنازل الأمر الذي يتطلب من القادة العرب اتخاذ موقف عربي قوي يجبر الكيان الصهيوني على وقف العدوان على الشعب الفلسطيني وذلك من خلال الضغط على حلفاء هذا الكيان المتوحش وبالتالي إجباره على وقف العدوان.
التحديات التي تواجه الأمة العربية كثيرة، ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر الإرهاب الذي يضرب دولاً عديدة وكذلك الأمن الغذائي العربي حيث ذكرت بعض التقارير أن أكثر من ٥٣مليون عربي يتهددهم الجوع نتيجة الحروب في العالم وكذلك نتيجة تراجع النمو الاقتصادي بسبب انتشار كوفيد وغيره من الأوبئة والحروب الداخلية مايعني أن المأمول من القمة العربية اتخاذ مواقف قوية من الإرهاب والتحديات الأمنية وغيرها الماثلة أمام الأمن الغذائي العربي، وبما يخفف من وطأة هذه التحديات على الشعوب العربية.
كثرة التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية على الصعيد الدولي والإقليمي تجعل الشعوب العربية تتطلع إلى أن تكون مخرجات القمة العربية بمستوى خطورة الأوضاع عبر تحقيق المزيد من التعاون والتنسيق العربي لتحقق مصالح الشعوب العربية، وأن يكون للعرب دور فاعل في النظام العالمي الجديد متعدد الأقطاب الذي بدأت تظهر معالمه، وأن يكون هذا الدور فاعلاً في القضايا العربية والإقليمية وبالتأكيد أن يكون الموقف من العدوان الإسرائيلي على غزة له الأولية وأن يكون من القوة ما يوقف العدوان ويدعم استعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.