الثورة – همسة زغيب:
إبداع متجدد في منحوتات جذّابة في معرض “حوار مع الحجر” للنحات وليد مراد استضافته “غاليري زوايا” برعاية وزارة الثقافة.. وتناول المعرض أكثر من أربعين عملاً نحتياً، أبدع النحات وليد مراد في نحتها بتفاصيلها الدقيقة، بأحجام متوسطة وصغيرة بعضها تشبه صور كائنات لطيفة قريبة من الواقع باستخدام أحجار مختلفة مستوردة ووطنية من جميع أنحاء سورية.
استوحى الفنان مراد أعماله من الخيال والفكر ونحت الكتل الحجرية بحس مرهف رغم قساوتها وصلابتها متجاوزاً كل الصعوبات، عكست أعماله روح الإصرار والتحدي، لينتج أعمالاً تمتزج فيها الأفكار والمشاعر بدقة عالية وخطوط موسيقية متوازنة.
استخدم مراد خامات متنوعة صقلها وطوعها بخبرة وإصرار بيديه واعتمد التجريد في أعماله تتناسب مع شكل ولون الحجر المستخدم، وأعمال أخرى من الخشب على شكل تحفاً فنية متقنة ومنحوتات مختلفة الأحجام تنطق بالحياة وتخرجها عن صمتها لتشكل منها طائراً وعصفوراً وامرأة ووجهاً وسمكة.
يجد مراد أن مهنة النحت تتطلب دقة عالية وخبرة طويلة لكون هذا الحجر يتسم بالقساوة والصلابة لكنه تجاوز كل هذه الصعوبات أمام عشقه لفن النحت على الصخر بالإضافة لمعدن النحاس والبرونز، وأضاف أن لديه تشكيلات نحتية متعددة تتكون من تكوينات وفراغات متحرّرة ترتكز على قواعد بتوازن حيوي رشيق، كما أشار إلى العلاقة بين الكتلة وفراغها الداخلي بتقنية حديثة، وأن الفنان يستفيد من خبرته الطويلة بالتعامل مع الخامات الصلبة بصياغات مختلفة وأسلوب حواري ويطورها بعد إنجاز أعماله النحتية الجميلة ويعطيها رونقاً فنياً فريداً.
النحات وليد مراد فنان بالفطرة يملك تجارب كثيرة ولديه مخزون وخبرة كبيرة بطبيعة هذه الخامة كونه ابن مدينة صيدنايا المشهورة بالصخور، وعلاقته بالصخر علاقة تاريخية قوية تأثر بطبيعتها وتشكيلاتها المشبعة بالحس الإنساني والعمق الفكري والأدبي.