الملحق الثقافي- بيان السيد:
ومرت الأوجاعُ في عوجِ الأزقةِ
حيثُ تنعجنُ الزوايا بانكفاءِ المعدمينَ
يراقبونَ بغيرِ إلحاحٍ شرودَ العابرينَ على وحولِ الدربِ
من دون اكتراثٍ للجروحِ
وللوجومِ
ولاحتفانِ الذلِّ في عين القتيلِ…
سميكةٌ حجُب الظنونِ بظلمةِ الضيق الطويلِ
وتسعلُ الريح المريضةُ في رذاذِ القهرِ والإذعانِ أشواكاً على درب الرحيلِ
لتعبر الأيام في عتمِ التموُّجِ
مُرّة
سطحيةَ الأفكارِ
باهتةً
ويزدادُ الهلالُ بمطلع الصومِ الكبيرِ تقوقعاً
في حضرةِ الوجعِ المقيمِ على طلاءِ السورِ
والأسوارُ شاهدة مذاقَ الجوعِ
ما قبل القتالِ
وبعد أعوامِ الحصار….
وكيف وجهُ الظلِّ يزداد أغماقاً كلما
عبرت رفوفُ الحومِ
خائفةً
ومتعبةً
تخالُ أمانها في البعدِ محتملْ
وأن الدفءَ من هذا القبيلْ.
وتلوحُ أوهامُ الغريبِ هناكَ في سفرِ القوافلِ
حينَ ينكشفُ الحجابُ
ولا يلاقي تاركُ الأمسِ المعفرِ واحهُ الأبديَّ في البلدِ البعيدِ
ويكمل الجيلُ المكرسُ للرحيلِ
عبورَ فصلٍ من فصولِ روايةٍ أُخرى
ويدنو الروحَ ومضْ في فتيلْ
العدد 1190 –21-5-2024