في السابق وقبل عصر وسائل التواصل والمنصات الإعلامية كان اللاعب هو الطرف الأضعف إعلامياً، ومالياً، نتكلم هنا خصوصاً عما كان الحال لدينا نحن، فاللاعب كان فقيراً حتى على المستوى المالي ونجوم كبار لدينا كانوا يشغلون مهناً أخرى منها البقالة وغيرها بل حتى الوظائف الحكومية، وكان رأس المال أو صاحبه الذي ينفق هو الوحيد الذي يتكلم بصوت مسموع.
الآن وبعد تأثرنا اليومي والمتواصل بما يحدث من صراع إعلامي بين كبار نجوم العالم والجيوش الإعلامية على المنصات التي تدافع عن هذا لتهاجم ذاك، أصابتنا حمى الدفاع عن اللاعب مهما فعل، وسبب التغير هذا هو أن اللاعب لم تعد علاقاته محصورة ضمن أصدقائه وشلته وناديه دون أن يكون له مساحة رأي، بينما أتاحت له الآن منصات التواصل المتنوعة المساحة لإيصال صوته وفرص ظهور علنية في منتديات وفعاليات متنوعة، وبنت بينه وبين من يسعون لاصطياده إعلامياً للاستفادة من شهرته جسور تواصل وقنوات اتصال وحدتهما في السراء والضراء.
اللاعب هو العنصر الأهم والأكثر شهرة في اللعبة وحمايته أو الدفاع عنه حق، لكن هذا الدفاع أكثر ما يكون بهدف تصفية حساب مع طرف آخر وليس حباً في اللاعب نفسه، وهناك قضايا كثيرة من هذا النوع برزت عندنا على مستوى اللاعبين أو المدربين، وبالتأكيد كلنا مع الدفاع عن اللاعب والحفاظ على استقرار نفسيته لكننا أمام تحد جديد علينا وهو استخدام الإعلام بأمانة ودقة وموضوعية.
لكن اللاعب الذي ينحاز إلى الصيادين الإعلاميين ذوي الأهواء والأهداف غير الصادقة غالباً ما يقع تحت نيرانهم أنفسهم، وينقلبوا عليه تبعاً لمصالحهم وتغير المعادلات وهذا حدث كثيراً أيضاً، وباختصار فإن رصيد اللاعب الحقيقي ليس في التراشق على وسائل التواصل وتلميع صورته بل رصيده الحقيقي في الملعب ومع الفريق، وحتى إن كان حمل سيف الإعلام في وجه من يريد فعليه ان يدرك أنه سيف ذو حدين، وأنه لن يكون الطرف الأضعف كما في السابق ليس بفضل سيف الإعلام وإنما بفضل تفانيه داخل الملعب.
سومر الحنيش