عكست المباراة النهائية لكأس الجمهورية لكرة القدم التي أقيمت مساء السبت الفائت بين فريقي الوحدة والفتوة وما تلاها من أحداث فوضوية وردود فعل جدلية،عكست حقيقة الواقع الذي تعيشه الكرة السورية على مختلف المستويات رغم وجود محاولات جادة لتجميل المشهد وتغيير الحال من قبل اتحاد اللعبة الشعبية الأولى.
المباراة بدأت بصورة مميزة على مستوى الشكل أمام مدرجات ممتلئة، أكدت أن شعبية اللعبة محلياً لا زالت بالمقدّمة،ولكن لم يكن هناك شيء جميل سوى الشكل الذي أظهر اهتمام القائمين على الحدث لأن المعطيات بعد ذلك أكدت ما اشتكى منه واعترف به الجميع وعلى رأسهم اتحاد كرة القدم.
البداية جاءت مع أرضية الملعب التي اختارها اتحاد اللعبة بعد اعتراض الفريقين على اللعب في ملعب الجلاء نظراً لافتقاده للأضواء الكاشفة، فظهرت بشكل مُزرٍ يوضح مدى تقصير القائمين على ملف المنشآت الرياضية، وقد أثّرت الأرضية بشكل واضح على المستوى الفني وعلى أداء الفريقين اللذين كانا بدنياً بحتاً بعيداً عن المأمول والمنتظر نظراً لغياب اللمحات الفنية.
ولم يسلم أداء حكام اللقاء من الانتقادات رغم ما أظهرته مقاطع الفيديو من براهين على صوابية قرارات الحكام ولكن بسبب لقطة جدلية أو اثنتين فقد تصدر أداء الحكام المشهد في واقعة تدل على ضعف ثقة الشارع الرياضي بحكام كرتنا حتى وإن كانت قراراتهم سليمة شكلاً ومضموناً.
وجاء النقل التلفزيوني وما تضمنه من بعض الأخطاء التقنية ليؤكد ضعف الحالة الإعلامية رغم محاولات تغيير الشكل وتحديثه نوعاً ما.
أما الطامة الكبرى فكانت بالفوضى العارمة التي أعقبت المباراة والتي أكدت افتقار معظم الجمهور لثقافة الفوز والخسارة ووجود حاجة ماسة لتوعية هذا الجمهور .
كلّ ما سبق من مشاهدات وقائع جاء ليعكس الواقع الكروي الذي تعيشه اللعبة والذي يحتاج لسنين ضوئية حتى يتغير.