الثورة- دمشق – ميساء الجردي:
“نحو سوق عمل شاملة ومستدام” أطلقت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل اليوم بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي المنصة الأولى من نوعها في سورية “منصة معلومات سوق العمل”، وذلك خلال ورشة عمل خاصة في فندق الشيراتون، بينت من خلالها الجهود الكبيرة التي سبقت إطلاق المنصة والرؤية التشاركية والحوارية التي عملت عليها الوزارة في صناعة القرار على مدى الأشهر السابقة بعد الإطلاع على أدبيات الممارسات الدولية لنظم معلومات سوق العمل وأخذ ظروف الأزمة بعين الاعتبار وفهم الشكل الذي يمكن أن يبدو عليه نظام معلومات سوق العمل في سورية والوظيفة التي يتوقع أن يؤديها.
تخلل الورشة فيديو لتسليط الضوء على احتياجات سوق العمل السورية للمنصة من خلال مقابلات مع المعنيين من باحثين عن عمل وأصحاب الأعمال في القطاع الخاص والقطاع التنموي والقطاع الحكومي، وفيديوهات تعريفية عن منصة معلومات سوق العمل وجلسات حوارية حول كيفية استثمارها وديمومتها بالتكامل مع الجهات التشغيلية المختلفة.
وزير الشؤون الاجتماعية والعمل لؤي المنجد أكد في كلمته أن المنصة محطة هامة واستراتيجية فيما يتعلق بسياسات كبرى لها علاقة بسوق العمل، وهي سياسات متكاملة لربط سوق العمل بمخرجات التعليم العالي لرفع كفاءتها وأدائها وجعلها مجدية اقتصادياً للاستثمار الحكومي من خلال خلق مخرجات لائقة مع متطلبات سوق العمل، لافتاً إلى أن معلومات سوق العمل هي نقطة بداية والأهم استدامتها والتحدي الأكبر هو الاستفادة من المخرجات وتحليلها في رسم السياسات لاحقا لتكون مدخلاً أساسياً لبقية الوزارات.
ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سوديبتو موكيرجي أبدى إعجابه بهذا الإنجاز كونه مشروعاً جماعياً نتج عن جهود مشتركة لجهات حكومية، وخاصة شكلت علامة فارقة في تأمين فرص عمل وصلت إلى ما يقارب ٩٠٠ ألف فرصة.
وبين أن المنصة علامة فارقة لتمكين سوق العمل والقوى العاملة السورية ومساعدة أرباب العمل بالحصول على المهارات المتوفرة، كما تساعد مراكز التدريب غلى تطوير مهارتها بما يناسب السوق المحلية، إضافة إلى تمكين الشباب في إيجاد فرص تناسبهم.
من جانبها تحدثت رئيس اتحاد طلبة سورية الدكتورة دارين سليمان عن تحديات سوق العمل أمام جيل الشباب، وأن المنصة حاجة تعليمية وطلابية جاءت بالتوقيت المناسب في تحقيق ارتباط الكتروني يوفر حالة جيدة للتشبيك والاستجابة السهلة للطلاب.
وأشارت إلى أن سوق العمل في سورية غير واضحة المؤشرات نتيجة لحالة تراكمية موجودة قبل الحرب على سورية وتكرست خلالها، مؤكدة أن المطلوب من اتحاد الطلبة ووزارة التعليم العالي استخدام كل وسائل التواصل للتعريف بالمنصة وبالجوانب التي تحققها، وضرورة أن تكون هذه المنصة حامل حكومي تشاركي مع كل القطاعات.
تجدر الإشارة إلى أن المنصة توفر عدة خدمات تتعلق بعرض فرص العمل بطريقة تفاعلية وتتيح تقديم خدمات للمؤسسات التدريبية مع التطرق للأنظمة والقوانين الخاصة بالعمل في سورية، وأهم إرشادات ونصائح للفئة الشابة حول كيفية تطوير أدواتهم وسيرتهم الذاتية، كما تقدم تصوراً عن حجم سوق العمل والأنشطة الاقتصادية الأكثر استقطابا للعمالة وتكوين سوق عمل سورية.