الثورة – دمشق:
في مشروعها الإبداعي الثري بين الشعر والرواية تدهشك الكاتبة والأستاذة الجامعية سلمى حداد بجديد تتجاوز فيه ما كانت عليه سابقا وهذه سمة المبدع الذي لايدور في فلك ما أنجز سابقاً، بل يفاجئ متابعيه بجديده الذي يحلق بهم في عوالم جديدة هي من نبض الحياة ولكنها شغف الحرف والخيال وإعادة بناء معمارية الإبداع الإنساني.
في روايتها سكينة بنت الناطور، واكمليني يا نائلة، وسأشرب قهوتي في البرازيل.. هي بنت الحياة التي تعيد صياغتها لتكون أكثر إشراقاً.
اليوم تصدر روايتها الجديدة وهي الرابعة عن دار الخياط في واشنطن تحت عنوان :جوريا دامساكينا.
من أجواء الرواية نقتطف:
(لا تكفي جرار العالم كله لاحتواء دمعة لم تنهمر من عينيها في تلك اللحظة. للحزن هوية واحدة لا تختلف فيها الثقافات مهما تباعدت وتنوعت جذورها ومشاربها. هوية لا عرق لها ولا لون ولا دين. إنها هوية الانكسار، هوية النفي في داخلكَ الجريح، في داخلكَ البارد الخائف المُجوّف الوحيد. الإنسان الحزين ليس حراً، لا يمكن أن يكون حراً حتى لو أراد أو خُيّل إليه ذلك. هو في كل لغات العالم كالشجرة حبيس التراب، كالزنزانة حبيس الوحدة، كالموت حبيس المجهول. وأي محاولة لترجمة الحزن من لغة إلى أخرى هي خيانة المترجم لقدسيته لأن الحزن لا يُترجم.. هو هو في كل لغات الأرض وفي كل الثقافات البائدة والمعاصرة.
جوريا سعد.. جورية دمشق الوردية وأبجدية الحب والدمعة الحبيسة في قارورة عطر. هكذا تفردت فبقيت وحيدة كالشمس. صوت أمها العالي يشوش فضاءاتها، وكذبة أبيها تحطم أيقونتها، وجدّها مزرعة الجوري والحب.
يُقال إن الأسماء لا تُترجم، لكن بيير ترجمها فاتسعت بروزا داماسكينا ضحكة المتوسط. صنعت لأستاذها الفرنسي عطراً يجمع الأضداد في قارورة: كونترا أنسامبل ضاجّ كالألم، صارخ كالغضب، وديع كالحب، حزين كالعنفوان، مطمئن كالجذور، دافئ كالوعد، متلهف مثلها وبارد مثله. في غيابه الأبدي، ضمّت وجعها إلى صدرها كما يضمّ العازف عُوده الحزين وانصرفت إلى ماضيها الميت الحي وحاضرها الباذخ بما أتقنت على يديه. هي اليوم من أشهر صانعي العطور في العالم، وربما أكثرهم عرضة لخناجر الغدر. لكنها لا تزال مأهولة بكونترا أنسامبل، أول وآخر قارورة عشق.
خبر عاجل وعناية فائقة وقلب يتوقف بعد طول صفير. وثّابة للغياب أكثر من أي يوم مضى. أنهكها فراغ الحضور وأثقلها حضور الغياب. الأماكن ضيقة ربما لم تُصنع لمقاسها، والأثير خانق ربما لا يتسع لرائحة عطر صنعته من بعض حضور وبعض غياب. لقد اختارت من المسافات أطولها ومن الغياب أبعده ومن الحب أصعبه. ربما.. ربما حان الوقت لأن يُؤنَّث في غيابها الغياب).
بطاقة ..
جاء في الموسوعة العالمية عنها التالي:
سلمى جميل حداد كاتبة وروائية وشاعرة وأستاذة جامعية ولدت في دمشق، وحصلت على درجة الدكتوراه في الترجمة من جامعة هيريوت وات باسكتلندا.
كتبت سلمى حداد الشعر باللغة العربية والإنجليزية، وبلغ رصيدها من الدواوين الشعرية أكثر من ثمانية دواوين، كما كتبت الرواية الطويلة، وقد فازت روايتها المعنونة باسم «سكينة ابنة الناطور» بالمركز الثاني بجائزة دمشق للرواية العربية عام 2017.
قدمت سلمى جميل حداد العديد من المؤلفات التي تنوعت ما بين الرواية الطويلة، والدواوين الشعرية، ومنها:
• ظلال الماضي (شعر): صدر باللغة الإنجليزية عام 2002 عن دار الفكر للنشر والتوزيع بدمشق.
• البجعة البكماء (شعر): صدر باللغة الإنجليزية عام 2005 عن دار طلاس للنشر والتوزيع بدمشق.
• تسونامي وعروس البحر (شعر): صدر باللغة الإنجليزية عام 2006 عن دار طلاس للنشر والتوزيع بدمشق.
• جوف الليل (شعر): صدر عام 2010 عندار البشائر للنشر والتوزيع بدمشق.
• الرَّجُل ذلك المخلوق المُشفَّر (شعر): صدر عام 2010 عندار البشائر للنشر والتوزيع بدمشق.
• أحبك ولكنني (شعر): صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع ببيروت.
سكينة ابنة الناطور (رواية): صدرت عام 2014 عن دار الفارابي للنشر والتوزيع بيروت. سأشرب قهوتي في البرازيل (رواية): صدرت عام 2015 عن دار الفارابي للنشر والتوزيع ببيروت.أوشوش نفسي وأهرهر قلقي (شعر): صدر عام 2016 عن دار الفارابي للنشر والتوزيع ببيروت.أكمليني يا نائلة (رواية): صدرت عام 2018 عن دار الفارابي للنشر والتوزيع ببيروت.
• أتجاذب معك أطراف الحريق (شعر): صدر عام 2021 عن دار الفارابي للنشر والتوزيع ببيروت.
حظيت سلمى حداد بتكريم العديد من الجهات المحلية والعربية، وحصلت على عدة جوائز أدبية من أهمها:
• جائزة دمشق للرواية العربية للمركز الثاني عن روايتها «سكينة بنت الناطور».