الثورة – السويداء – رفيق الكفيري:
اتصالات وزيارات ولقاءات، هو ما يطفو على السطح اليوم قبيل انتخابات مجلس الشعب بدوره التشريعي الرابع، وذلك سعيا من المرشحين لكسب أصوات ناخبيهم، وهذا حق لهم لا يمكن لأحد أن يتجاهله، لكن قبل أن تجري العملية الانتخابية في الخامس عشر من تموز القادم، وبوقت ليس بالبعيد ستجري عملية الاستئناس الحزبي بالنسبة للذين تقدموا بطلبات ترشح من البعثيين.
وهنا فإن الخيارات الصحيحة في الاستئناس الحزبي تؤدي إلى نتائج صحيحة، ونعتقد أن ذلك لا يحتاج إلى الكثير من الجهد والبحث والتقصي لأن جميع المرشحين المستأنس عليهم هم بعثيون، وبالتالي من السهل أن يكونوا معروفين كل من موقعه في فرقته وشعبته، وصولاً إلى فرعه ومكان عمله لدى الناخبين، فعليكم بمن هو قريب من مجتمعه ويحاكي همومه وشجونه ويشاركه في أفراحه وأتراحه، وأقله أن يكون مقيماً بين ممن سينتخبونه ليعرف مطالبهم وهمومهم وشجونهم، وبمن يمتلك القدرة على الإقناع وله تأثير فعال في الوسط الذي هو منه وخاصة عندما يمر الوطن بظروف وأزمات يحتاج فيها إلى جميع أبنائه للوقوف معه، وخاصة في الشدائد والمحن.
وأن تكون خياراتنا كبعثيين بعيدة عن المظاهر التي تقودنا وتعيدنا إلى منظومة العائلية والقبلية وتبعدنا عن الديمقراطية الحقيقية، وبالتالي بعيداً عن فئات المجتمع التي يجب أن يمثلها عضو مجلس الشعب والتي تضم طبقات متعددة من العمال والفلاحين وصغار الكسبة.
فالاستعراضات والشعارات التي أكل الدهر عليها وشرب وما زال قسم من المرشحين يصرون على العقلية السابقة لا تغني ولا تسمن من جوع، علماً أن المواطن السوري من خلال انتخابه وصموده يستطيع أن يتجاوز المحن بعقله الجمعي وليس بالاستعراضات والشعارات، وهذا يتطلب من المرشحين أن يكون لديهم برنامج انتخابي واقعي يلامس هموم الناس ويعبر عن تطلعاتهم، وليس استعراضياً في فضاء المجتمع.
وبما أنه لا يوجد ضمانات تلزم المرشحين على تنفيذ برامجهم الانتخابية، وبما أن المبالغة بالوعود قد تكون مجرد حملات دعائية، وخشية من أن تكون /زورونا كل أربع سنوات مرة/ فلصوت الناخب هنا الدور الأساس في اختيار الأكفأ والمجرب في خدمة المجتمع، ومن الذين يحملون الهم الوطني ويغلبون المصلحة العامة على المصالح الشخصية الضيقة.