الثورة – ترجمة ميساء وسوف:
توضيحاً لقرار الصين بعدم حضور مؤتمر السلام الأوكراني المقرر عقده في سويسرا في منتصف حزيران، صرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ بأن عدم الحضور لا يعني عدم دعم السلام، مضيفةً أن ما يهم هو نوع العمل الذي يتم اتخاذه.
وشددت ماو على أن الصين ملتزمة بشكل حازم ونشط بتعزيز محادثات السلام، وإن الهيمنة وسياسات القوة لا تمثل الأسلوب الدبلوماسي الصيني. كما أكدت على أنه لا يوجد شيء اسمه ضغط الصين على الدول الأخرى، رداً على التعليقات التي أدلى بها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في حوار شانغريلا، حيث زعم أن روسيا والصين “تحاولان تقويض قمة السلام في سويسرا”.
وقالت ماو إن موقف الصين بشأن قمة السلام عادل ومنصف، ولا يستهدف أي طرف، وبالتأكيد ليس هذه القمة بالذات.
وفي رد منفصل على سلسلة من الأسئلة حول الأزمة الأوكرانية ومؤتمر السلام المقبل في سويسرا، قالت نينغ في مؤتمر صحفي دوري، إنه لا ينبغي الحكم على ما إذا كان المرء يدعم السلام أم لا من قبل دولة معينة أو على أساس اجتماع دولي معين.
وتأمل الصين بإخلاص ألا يتحول مؤتمر السلام إلى منصة تستخدم لخلق مواجهة بين الكتل، وعدم الحضور لا يعني عدم دعم السلام. وقالت ماو إنه بالنسبة لبعض الدول، حتى لو شاركت، فإنها لا تريد بالضرورة أن يتوقف الصراع.
ولم تقف الصين مكتوفة الأيدي قط ولم تعمل على تأجيج النيران، وبدلاً من ذلك، عملنا بلا هوادة من أجل وقف إطلاق النار، وقد حظي ذلك بإشادة كبيرة من قبل مختلف الأطراف، بما في ذلك روسيا وأوكرانيا.
وقالت ماو إن الصين أولت أهمية كبيرة لتنظيم سويسرا لقمة السلام في أوكرانيا منذ البداية، وكانت على اتصال وثيق مع سويسرا وأوكرانيا والأطراف الأخرى المعنية بهذا الشأن.
منذ التصعيد الكامل للأزمة الأوكرانية، حافظت الصين على الاتصالات والتعاون مع أوكرانيا، ولا تزال الصين أكبر شريك تجاري لأوكرانيا، كما تواصل سفارتنا فيها العمل بشكل طبيعي.
وشددت المتحدثة على أن الصين تؤكد دائماً أن مؤتمر السلام الدولي يحتاج إلى تلبية ثلاثة عناصر مهمة: اعتراف كل من روسيا وأوكرانيا، والمشاركة المتساوية لجميع الأطراف، والمناقشة العادلة لجميع خطط السلام.
وفيما يتعلق بالصين، لا يبدو أن الاجتماع يلبي هذه العناصر الثلاثة بعد، وهذا هو بالضبط سبب عدم تمكن الصين من المشاركة في الاجتماع.
ويعتقد الخبراء الصينيون أن مؤتمر السلام المقبل أظهر بوضوح الموقف الأحادي لأوكرانيا، بهدف واضح هو زيادة توسيع التفاهم الدولي لما يسمى بخطة السلام للجانب الأوكراني.
وتعكس العناصر الثلاثة فهم الصين الثابت لمؤتمر السلام الحقيقي، وإن حوار السلام الحقيقي لا يمكن أن يكون بالاسم فحسب، بل الأهم من ذلك أنه يجب أن يعكس السلام على أرض الواقع. ومع ذلك، في ظل الوضع الحالي، من الصعب تحقيق هدف دعم السلام إذا تم استبعاد أحد طرفي الصراع، حسبما قال تسوي هونغ جيان، الأستاذ في أكاديمية الحوكمة الإقليمية والعالمية بجامعة بكين للدراسات الأجنبية، لصحيفة غلوبال تايمز.
وتوقع تسوي أن يُنظر إلى الاجتماع على أنه لحظة محورية بالنسبة لأوكرانيا لشن هجوم دبلوماسي ضد روسيا، ولكن قد يكون من الصعب توحيد المواقف ووجهات النظر بسبب المواقف المتباينة بين الدول المشاركة.
وحذر الخبير من أنه إذا اعتبرت روسيا هذا المؤتمر وسيلة لعزل أوكرانيا عن المجتمع الدولي، فمن الواضح أنه سيخلق المزيد من العقبات أمام فتح طريق حقيقي للسلام لكلا الجانبين.
كما نفت ماو نينغ ادعاء زيلينسكي بأن هناك “عناصر من الأسلحة الروسية” تأتي من الصين، وقالت إن الصين لا تقدم أسلحة لأطراف النزاع وتفرض قيوداً صارمة على تصدير المواد ذات الاستخدام المزدوج.
وتابعت ماو بالقول إن التجارة الطبيعية مع روسيا تتم في الخارج، وهو ما يتوافق مع قواعد منظمة التجارة العالمية ومبادئ السوق، ولا يستهدف أي طرف ثالث.
“لقد لاحظت أن هناك إحصائيات تظهر أن أكثر من 60 بالمئة من واردات روسيا من مكونات الأسلحة والمواد ذات الاستخدام المزدوج تأتي من الولايات المتحدة ودول غربية أخرى، وأشارت ماو إلى أن الرئيس زيلينسكي نفسه ذكر ذلك أيضاً في تصريحاته”.
المصدر- غلوبال تايمز