تتوق النفوس والقلوب للفرح الآتي من شتى المناسبات والأفراح، لكن الفرحة الغامرة والكبرى التي ينتظرها الكبير والصغير هي فرحة العيد وها هو ذا عيد الأضحى يحل بنا غداً ضيفاً كريماً عنوانه التضحية من أجل أهداف سامية ترتقي للعلا والمجد.
وأي شيء أغلى وأثمن وأرقى من التضحية من أجل الوطن الذي نعيش فيه وننعم بخيراته وتعلمنا معاني التضحية من أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام الذي لبى نداء ربه فكانت الجائزة الكبرى، فمن هنا كانت مدرسة الفداء والتضحية ومن هذه الأكاديمية في التضحية كانت فرحة العيد.
العيد الذي يحمل في جنباته كلمة رائعة يتردد صداها في الآفاق “كل عام وأنت بألف خير” النابعة من القلب والتي تأتي متزامنة مع تلبية حجاج بيت الله الحرام الذين يؤدون فريضة الحج بتلبية واحدة وبلسان واحد وبقلب مفعم بالإيمان.
هذا هو العيد الذي يجمع الأهل والأحباب والخلان والجيران والجميع مبتهج بقدومه، وفي العيد تطيب مصالحة القلوب مع بعضها البعض ونسيان الخصومات التي كانت موجودة، وفي العيد تتوجه القلوب إلى أبنائنا الرابطين على الثغور رجال الجيش العربي السوري الذين يحمون البلد، فهؤلاء ترفع لهم القبعات وهم الذين يرابطون وهم يتحملون أقسى الظروف.
نعم نحن بفرحة كبرى فأهلاً بك أيها العيد ننتظرك بفارغ الصبر لأنك تحمل في جعبتك الكلمة الطيبة والابتسامة الحانية التي تنعش القلوب وكم هي كلمات معبرة عن الفرحة التي تقول “يارب تعيشوا لأمثاله” وقولهم “عيدكم مبارك” ومن هذه الكلمات النيرة التي يتداولها الناس في العيد وفي العيد يتم جبر خواطر الفقراء والمعوزين بتوزيع الأضاحي التي قدمها الخيرون الكرماء الذين جادوا بمالهم.
هذا هو العيد وأنا اسميه لمة فرح وبهجة تجمع الأهل والأحبة في تجمع جميل تتصافى فيه القلوب وتتآلف وكل ذلك يصب في مصلحة المجتمع فكل عام والجميع بألف خير وأمنا سورية وهي ترفل بثوب العزة والمنعة.
جمال الشيخ بكري
