.
الثورة – ديب علي حسن:
رحل آخر المفكرين الذين تركوا بصمة في الحياة الثقافية والفكرية والسياسية، وقال كلمته من دون خوف أو وجل من الإدارة الأميركية أو اللوبي الصهيوني.
نعوم تشومسكي.. يعد مؤسساً لمدرسة النحو التوليدي, وهو عالم لغات طبقت الآفاق في اللسانيات التي غيرت مجرى دراسة النحو , ولكنه لم يقف عند النحو واللسانيات, بل كان المفكر الذي عارض سياسة الولايات المتحدة والكيان الصهيوني؛ أن الكيان الصهيوني قد منعه من دخول الأراضي المحتلة.
ومازال كتابه الرائع (سنة 501 ما زال الغزو مستمراً) أصدره بمناسبة إعلان الذكرى ال501 لقيام الولايات المتحدة وغزوها للعالم الجديد و إبادتها الهنود الحمر , مازال هذا الكتاب مرجعاً أساسيا لكل من يريد دراسة تاريخ أميركا.
ولن ننسى كتابه المهم أيضاً (النزعة الإنسانية العسكرية) وفيه يفضح ما تقوم به واشنطن من حروب باسم الإنسانية ويروي كيف دمرت أفغانستان , كانت الطائرات الحربية الأميركية تلقي باسم الإنسانية القنابل وربطات الخبز , و ايهما يصل إليك فهو لك.
وربما كان آخر كتبه عن هيمنة الإعلام والدعاية وقدرتها على التضليل والتحوير والتزييف
محطات
في التقارير التي نشرتها المواقع الالكترونية عن محطات حياته تقول: (ولد نعوم تشومسكي في مدينة فيلاديلفيا بتاريخ 7 كانون الأول عام 1928م، وقد كان تشومسكي عبقرياً، ونال على درجة الدكتوراة في اللسانيات من جامعة بنسلفانيا، ومنذ عام 1955م أصبح أستاذاً في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وأنتج نظريات رائدة ومثيرة للجدل حول القدرات اللغوية البشرية وارتباطها بالدماغ، كما يتم نشر أعمال تشومسكي على نطاق واسع سواء في المواضيع التي تتعلق في مجاله أو في قضايا المعارضة والسياسة الخارجية للولايات المتحدة.
وعُرِف عن تشومسكي كمعارض شرس للسياسة الخارجية الأمريكية ومساند لقضايا التحرر في العالم، كما أن الأكاديميين المتخصصين في علم اللغة يعرفون أن هناك عالم لسانيات أمريكي أحدث ثورة كبرى في مجال اللغة وعلم النفس في القرن العشرين بنظريته التوليدية التحويلية في اللغة.
قدّم تشومسكي التسلسل الهرمي لفرضياته التي طرحها طوال مسيرته، والقواعد التوليدية في اللغة، ومفهوم القواعد العامة التي تكمن وراء كل الكلام البشري والآلية التي يعمل بها، حيث استند إلى البنية الفطرية للدماغ وتكوينه، واعتبرها العامل الأساسي في تكون اللغة، فتشومسكي لم يغير في مجال علم اللسانيات فحسب، بل أثر عمله في مجالات عدة مثل؛ مجال العلوم والفلسفة وعلم النفس وعلوم الكمبيوتر والرياضيات وتعليم الطفولة والأنثروبولوجيا.
ألّف الكثير من الكتب في مجال علم اللسانيات والتي أحدثت فرقًا، ومن بين كتبه الرائدة كتاب “الهياكل النحوية” و”اللغة والعقل” و”جوانب نظرية بناء الجملة “، وكذلك ألف أكثر من 100 كتاب عن الحروب والسياسة ووسائل الإعلام، وكان آخرها “قداس الحلم الأمريكي: المبادئ العشرة لتركيز الثروة والسلطة”.
وقد حصل على العديد من الجوائز، منها: جائزة كيوتو في العلوم الأساسية، وميدالية هيلمهولتز، وميدالية بن فرانكلين في علوم الكمبيوتر والمعرفة.
يوصف تشومسكي أيضاً بأنه «أب علم اللسانيات الحديث» كذلك يُعد شخصية رئيسة في الفلسفة التحليلية. أثر عمله على مجالات عديدة كعلوم الحاسب والرياضيات وعلم النفس. كذلك يعود إليه تأسيس نظرية النحو التوليدي، والتي كثيراً ما تُعتبر أهم إسهام في مجال اللسانيات النظرية في القرن العشرين. وأيضًا كذلك فضل تأسيس ما أصبح يُعرف بـ «تراتب تشومسكي» ونظرية النحو الكلي ونظرية تشومسكي-شوتزنبرقر.
وبعد نشر كتابه الأول في اللسانيات أصبح تشومسكي ناقداً يارزاً للحرب الفيتنامية، ومنذ ذلك الوقت استمر في نشر كتبه النقدية في السياسة.
اشتهر بنقده للسياسة الخارجية للولايات المتحدة ورأسمالية الدولة ووسائل الإعلام الإخبارية العامة، وشمل كتاب «صناعة الإذعان: الاقتصاد السياسي لوسائل الإعلام الجماهيرية» (1988) على انتقاداته لوسائل الإعلام، والذي تشارك في كتابته مع إدوارد هيرمان وهو عبارة عن تحليل يبلور نظرية لنموذج البروباغندا لدراسة وسائل الإعلام. ويصف تشومسكي آراءه بأنها «تقليدية لاسلطوية إلى حد ما تعود أصولها لعصر التنوير والليبرالية الكلاسيكية» بعض الأحيان يتم تعريفه مع النقابية اللاسلطوية والاشتراكية التحررية. كما يُعتبر كذلك منظراً رئيسياً للجناح اليساري في السياسة الأمريكية.
(إسرائيل) انحطاط أخلاقي
وقد قام تشومسكي كثيراً بنقد الحكومة الإسرائيلية ومؤيدينها ودعم الولايات المتحدة للحكومة ومعاملتها للشعب الفلسطيني معتبراً بأن «أنصار إسرائيل هم في الحقيقة أنصار لانحطاطها الأخلاقي ودمارها النهائي المحتمل» وبأن «اختيار إسرائيل الواضح للتوسع أكثر من الأمن سيؤدي بالتأكيد إلى تلك العواقب.
» ويعارض تشومسكي تأسيس إسرائيل كدولة يهودية قائلاً «لا أعتقد أن إيجاد دولة يهودية أو دولة مسيحية أو دولة إسلامية هو مفهوم صحيح وكنت سأعترض لو أن الولايات المتحدة أسست كدولة مسيحية.»
تردد تشومسكي قبل نشره لعمل ينتقد فيه السياسة الإسرائيلية بينما كان والداه لايزالان أحياء لأنه «يعلم بأن الكتاب سيؤذيهم» كما قال «وفي الغالب سيكون ذلك بسبب أصدقائهم التي كانت ردود أفعالهم هستيرية كتلك التي عبرت عنها في كتابي». وفي شهر مايو من عام 2010 احتجزت السلطات الإسرائيلية تشومسكي، وفي نهاية المطاف منعته من الدخول للضفة الغربية عبر الأردن. وأشار المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي أن رفض دخول تشومسكي كان فقط بسبب حرس الحدود الذين «تجاوزا سلطتهم» ومن المرجح أن يسمح له بالدخول مرة أخرى. واعترض تشومسكي على ذلك قائلاً إن مسؤول وزارة الداخلية الذي استجوبه كان يأخذ تعليمات من رؤسائه.
وذكر تشومسكي أنه استناداً للساعات العديدة من مقابلته فقد تم رفض دخوله بسبب آرائه ولأنه كان سيزور جامعة في الضفة الغربية ولم تكن جامعة إسرائيلية.
ولتشومسكي وجهة نظر واسعة فيما يختص بحقوق التعبير، وتحديداً في وسائل الإعلام، ومعارضة الرقابة. وذكر أنه «فيما يتعلق بحرية التعبير هناك موقفان أساسيان: إما أن تدافع بشدة عن آراء تكرهها، أو أن تعارضها وتفضل المعايير الستالينية/الفاشية».
وفي إشارة لتسرب وثائق دبلوماسية للولايات المتحدة ذكر تشومسكي «لعل الأكثر إثارة هو .. الكراهية المريرة للديمقراطية والتي ظهرت من خلال الحكومة الأمريكية -هيلاري كلينتون وآخرون- وأيضاً من خلال الخدمة الدبلوماسية.» ورفض تشومسكي اتخاذ اجراءات قانونية ضد أولئك الذين شهروا به وفضل التصدي لذلك من خلال رسائل مفتوحة في الصحف. ومثال واضح لذلك هو رده لمقالة كتبتها إيما بروكيز في صحيفة «الغارديان» والتي زعمت فيها نفيه لوجود مذبحة سربرنيتسا ودفعت شكوى تشومسكي الغارديان لنشر اعتذار وتصحيح وأيضا سحب المقالة من صفحتها على الموقع .
من أبرز مؤلفاته
الدول الفاشلة إساءة استخدام القوة والتعدى على الديمقراطية
قراصنة وأباطرة الإرهاب الدولى في العالم الحقيقى
الربح مقدما على الشعب
الحادي عشر من سبتمبر
اللغة ومشكلات المعرفة
سنة الغزو مستمر
النظام العالمي القديم والجديد
ماذا يريد العم سام
آفاق جديدة في دراسة اللغة والعقل
أشياء لن تسمع بها أبداً
الدولة المارقة
نعم مؤيدو الكيان الصهيوني، هم أنصار الانحطاط الاخلاقي الذي يعني التوحش والدرك الأسفل من القيم، وما يجري من عدوان على غزة هو الدليل الجديد الذي يضاف إلى الأدلة التي قدمها تشومسكي في مؤلفاته المهمة جداً وهو القائل• (القضية الفلسطينية ليست إلا تجسيداً لكل ما هو خاطئ في هذا العالم. الدور الذي تؤديه الحكومات الغربية، بتواطؤ الشركات والمؤسسات، يجعل من هذه القضية خاصة جدًّا. حقيقة أن إسرائيل تستفيد من خرق القوانين الدولية ويتم استقبالها «بالسجاد الأحمر» من الغرب).